أخبار المشاهيرأخبار اليوم

بعد قـ.ـرن من خـ.ـلعه عن العرش.. ماذا جنى أعـ.ـداء السلطان عبد الحميد؟

بعد قـ.ـرن من خـ.ــلعه عن العرش.. ماذا جنى أعـ.ـداء السلطان عبد الحميد؟

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

يصادف اليوم الذكرى 112 لِـخـ.ـلع السلطان عبد الحميد عن العرش…

في يوم 7 ربيع الآخر 1327 هـ/27 أبريل 1909م دعا “محمود شوكت باشا” مجلسي النواب والأعيان لمجلس مشترك سُمي “بالمجلس الوطني المشترك” واستصدروا فتوى بخـ.ـلع السلطان عبد الحميد الثان بالضـ.ـغط على شيخ الإسلام، وقيل أنه رفض وحصلوا على توقيع أحد العلماء الآخرين، وقيل أنهم عرضوا على “أمين الفتوى” الحاج نوري أفندي إلا أنه رفض.

واتـ.ـهم السلطان عبد الحميد الثاني بعدة تـ.ـهم، تدبير “واقعة 31 مارت”، وبالإسـ.ـراف، وبالظـ.ـلم وسـ.ـفك الد.ماء، وتحـ.ـريق المصاحف والكتب الدينية.

فاستدعى المجلس الصدر الأعظم “توفيق باشا” ليبلغ السلطان بقرار الخـ.ـلع إلا أنه رفض، فكلفوا وفداً من أربعة أشخاص هم: “عارف حكمت باشا” و”آرام الأرمني” و”أسعد طوطاني” و”قره صو عمانوئيل اليهودي”، وقرأ الوفد الفتوى على الخليفة.

وتم تنصب محمد الخامس أخ عبد الحميد الأصغر محله ، ونفي السلطان عبد الحميد إلى مدينة سالونيك مع مرافقيه وعائلته عبر القطار، ولم يُسمح لأحد منهم باخذ حاجياته وصودرت كل أراضيه وأمواله، وبقى في قصر “ألاتيني” تحت الحراسة المشـ.ـددة.

كيف تمت الإطـ.ـاحة بالسلطان عبدالحميد الثاني؟

في أواخر القرن التاسع عشر كثرت الجمعيات والتنظيمات السـ.ـرية والتي أسسها مواطنون عثمانيون ينتمي أغلبهم للأقليات اليهودية والمسيحية، وحتى المسلمين منهم فقد تلقوا تعليمهم في الغرب فتشبعوا بالأفكار الغربية وعادوا إلى بلادهم مصممين على إحداث تغيير سياسي واجتماعي في أرجاء الإمبراطورية العثمانية.

كان السُّلطان عبد الحميد الثَّاني شديد الحـ.ـذر من جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي المدعومة باليهود، والمحـ.ـافل الماسـ.ـونيَّة، والدُّول الغربيَّة.

واستطاع جهاز مخـ.ـابرات السُّلطان عبد الحميد أن يتعرَّف على هذه الحركة، ويجمع المعلومات عنها؛ إِلا أنَّ هذه الحركة كانت قويَّةً، وقد جاءت مراقبةُ عبد الحميد لأعضاء هذه الحركة في وقتٍ متأخِّرٍ، حيث دفعوا الأهالي إِلى مظاهراتٍ صاخبةٍ في سلانيك، ومناستر، وأسكوب، وسوسن مطالبين بإِعادة الدَّستور.

بالإِضافة إِلى أنَّ المتظاهرين هـ.ـدَّدوا بالزَّحـ.ـف على القسطنطينيَّة. الأمر الَّذي أدَّى بالسُّلطان إِلى الخـ.ـضوع لمطالب المتظاهرين؛ حيث قام بإِعلان الدُّستور، وإِحياء البرلمان، وذلك في 24 تمُّوز 1908م، وكانت هناك عدَّة أسباب جعلت من جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي تبقي السُّلطان عبد الحميد الثَّاني في تلك الفترة على العرش منها:

1 ـ لم تكن في حوزة الاتِّحاد والتَّرقِّي القوَّة الكافية لعزله في عام 1908م.

2 ـ اتِّخاذ عبد الحميد الثَّاني سياسة المرونة معهم، وذلك بتنفيذ رغباتهم بإِعادة الدُّستور.

3 ـ ولاء العثمانيِّين لشخص السُّلطان عبد الحميد. وهذه النُّقطة واضحةٌ؛ حيث إِن لجنة الاتِّحاد والتَّرقِّي لم تكن لها الجـ.ـرأة الكافية على نشر دعايتها ضـ.ـدَّ السُّلطان عبد الحميد الثَّاني بين الجـ.ـنود؛ لأنَّ هؤلاء كانوا يبجِّلون السُّلطان.

إِنَّ الصَّـ.ـهيـ.ـونيَّة العـ.ـالميَّة لم تقتصر على الانقـ.ـلاب الدُّستوري لعام 1908م، بل تعاونت مع جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي لتحقيق مكاسب أخرى في فلسطين، وعليه كان لا بدَّ من التَّخـ.ـلُّص من السُّلطان عبد الحميد الثَّاني نهائيَّاً.

ولذلك دبَّرت أحداث 31 أبريل 1909 م في إِستانبول، وترتَّب على أثرها اضطـ.ـرابٌ كبيرٌ، قُـ.ـتل فيه بعض عسكر جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي، عرف الحادث في التَّاريخ باسم حادث 31 مارت.

وقد حدث هذا الاضـ.ـطراب الكبير في العاصمة بتخطيطٍ أوربيٍّ يهوديٍّ مع رجال الاتِّحاد والتَّرقِّي، وتحرَّك على أثره عسـ.ـكر الاتِّحاد والتَّرقِّي من سلانيك، ودخل إِستانبول.

وبهذا تمَّ عـ.ـزل خليفة المسلمين السُّلطان عبد الحميد الثَّاني من كلِّ سلطاته المدنيَّة والدِّينيَّة، ثمَّ وجَّهت إِليه جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي التُّهم التَّالية:

1 ـ تدبير حادث 31 مارت.

2 ـ إِحراق المصاحف.

3 ـ الإسراف.

4 ـ الظُّلم، وسفك الدِّماء.

مع أنَّ جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي العثمانيَّة تبنَّت الأفكار الغربيَّة المضـ.ـادَّة للإِسلام، وللفكر الإِسلامي؛ لكنَّها استغـ.ـلَّت الدِّين عند مخاطبتها للنَّاس للتَّأثير فيهم، وكسب أنصارٍ لهم في معـ.ـركتهم ضـ.ـدَّ السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، وقد نجحوا في ذلك.

تقول الجمعيَّة في بياناتها إِلى العثمانيِّين: (أيُّها العثمانيُّون: إِنَّ مقصدنا هو سلامة الدَّولة، والخـ.ـلافة، ولم يعد أحدٌ يجهل هذا)، (وبعون الباري وهمَّة الإِخـ.ـوان) و (أيُّها المسلمون: كفانا أن نقوم بدور المتفرِّج على سلطان جـ.ـبَّارٍ، عـ.ـديم الإِيمان، يسـ.ـحق القرآن تحت أقـ.ـدامه، وكذلك يسـ.ـحق الضَّمير والإِيمان) و (استيقظوا يا أمَّة محمَّد!) و (الشَّجاعة الشَّجاعة يا مسلمون! الشَّجاعة منَّا والعون من الله، نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ).

إنَّ التُّـ.ـهم الَّتي وجِّهت للسُّلطان عبد الحميد الثَّاني لا تثبت أمام البحث العلميِّ، ولا أمام الحجج، والبراهين الدَّالَّة على براءته الكلِّيَّة ممَّا ينسب إِليه، فقد أثبتت الأد.لَّة عـ.ـدم علم السُّلطان عبد الحميد بحادث 31 مارت.

كما أنَّه (من المحال إِحـ.ـراق السُّلطان عبد الحميد للمصاحف، فهو سلطانٌ معروفٌ بتقواه، ولم يعرف عنه تركه للصَّلاة، وإِهماله للتَّعبُّد، كما أنَّه معروفٌ بعـ.ـدم إِسـ.ـرافه، ولأنَّه لا يعرف الإِسـ.ـراف؛ فقد كان المال يتوفَّر معه دائماً، ولذلك فقد أزاح عن كاهل الدَّولة أعـ.ـباءً كثيرةً من ماله الخاصِّ).

وأمَّا عن ظلـ.ـمه، وسفـ.ـكه للدِّ.ماء فلم يعرف عن السُّلطان عبد الحميد هذا، وسـ.ـفك الدِّـ.ـماء لم يكن أبداً ضمن سياسته.

ولم يغبْ عن بال الانقـ.ـلابيِّين الضَّـ.ـغط على مفتي الإِسلام محمَّد ضياء الدِّين بإِصدار فتوى الخـ.ـلع، ففي يوم الثُّلاثاء السَّابع والعشرين من شهر نيسان عام 1909م اجتمع 240 عضواً من مجلس الأعيان في جلسةٍ مشتركةٍ قرَّروا بالاتِّفاق خـ.ـلع السُّلطان عبد الحميد الثَّاني.

وكتب مسودَّة الفتوى الشَّيخ نائب حمدي أفندي المالي، لكنَّ أمين الفتوى نوري أفندي الَّذي دعي للاجتماع رفض هذه المسوَّدة، وهـ.ـدَّد بالاستقالة من منصبه إِن لم يجر تعديلٌ عليها، وأيَّده في التَّعديل عددٌ من أنصاره من النُّوَّاب، فعدَّل القسم الأخير على أن يقرِّر مجلس «المبعوثان» عرض التَّنـ.ـازل عن العرش، أو خـ.ـلعه.

وإِليكم نصُّ الفتوى:

(الموقع عليها من شيخ الإِسلام محمَّد ضياء الدِّين أفندي، ووافق عليها مجلس «المبعوثان» بالإِجماع

«إِذا قام إِمام المسلمين زيد فجعل ديدنه طيُّ وإِخراج المسائل الشَّـ.ـرعيَّة المهمَّة من الكتب الشَّـ.ـرعيَّة، وجمع الكتب المذكورة والتَّـ.ـبذير، والإِسـ.ـراف من بيت المال، واتِّفاقيَّة خـ.ـلاف المسوِّغات الشَّـ.ـرعيَّة، وقـ.ـتل، وحـ.ـبس، وتغـ.ـريب الرَّعيَّة بلا سببٍ شـ.ـرعيٍّ وسائر المظـ.ـالم الأخرى.

ثمَّ أقسم على الرُّجوع عن غيِّه، ثمَّ عاد، فحـ.ـنث، وأصرَّ على إِحـ.ـداث فتـ.ـنةٍ ليخلَّ بها وضع المسلمين كافَّة، فورد من المسلمين من كلِّ الأقطار الإِسلاميَّة بالتَّكرار ما يشعر باعتبار زيدٍ هذا مخـ.ـلوعاً، فلوحظ أنَّ في بقائه ضـ.ـرراً محقَّقاً، وفي زواله صلاحاً، فهل يجب على أهل الحلِّ، والعقد، وأولياء الأمور أن يعرضوا على زيدٍ المذكور التَّنازل عن الخـ.ـلافة، والسَّلطنة، أو خـ.ـلعه من قبلهم. الجواب: نعم يجب).

قُرئت هذه الفتوى في الاجتماع المشترك للمجلس الملِّي، فصرخ النُّوَّاب الاتِّحاديُّون: نريد خـ.ـلعه، وبعد مداولاتٍ تمَّت الموافقة على خـ.ـلع السُّلطان عبد الحميد الثَّاني.

وبتكليفٍ من جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي تمَّ تكوين لجنة لإِبلاغ خلـ.ـيفة المسلمين، وسلطان الدَّولة العثمانيَّة عبد الحميد الثَّاني بقرار خلـ.ـعه، وكانت هذه اللِّجنة تتألَّف من:

1 ـ إِيمانويل قراصو: وهو يهوديٌّ إِسبانيٌّ، كان من أوائل المشتركين في حركة تركيَّا الفتاة، وكان مسـ.ـؤولاً أمام جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي عن إِثـ.ـارة الشَّـ.ـغب، وتحـ.ـريضه ضـ.ـدَّ السُّلطان عبد الحميد الثَّاني.

2 ـ آرام: وهو أرمني عضو في مجلس الأعيان العثماني.

3ـ أسعد طوبطاني: وهو ألباني، نائب في مجلس المبعوثان عن منطقة دراج.

4 ـ عارف حكمت: وهو فريق بحري عضو مجلس الأعيان، وهو كرجي العراق.

يروي السُّلطان عبد الحميد في مذكَّراته تفاصيل هذه الحادثة، فيقول:

(إِنَّ ما يحزنني ليس الإِبعاد عن السُّلطة، ولكنَّها المعاملة غير المحترمة الَّتي ألقاها بعد كلمات أسعد باشا هذه، والَّتي خرجت عن كلِّ حـ.ـدود الأدب، حيث قلت لهم: إِنَّني أنحني للشَّـ.ـرعيَّة، ولقرار مجلس المبعوثان، وذلك تقدير العزيز العليم، سوى أنِّي أوكِّد بأنَّه لم يكن لي أدنى علاقةٍ لا من بعيدٍ، ولا من قريبٍ بالأحـ.ـداث الَّتي تفجَّرت في 31 مارت.

ثمَّ أردف قائلاً: (إِنَّ المسـ.ـؤوليَّة الَّتي تحملتموها ثقيلةٌ جدَّاً). ثمَّ أشار عبد الحميد إِلى قراصو قائلاً: (ما هو عمل هذا اليهودي في مقام الخـ.ـلافة؟ وبأيِّ قصدٍ جئتم بهذا الرَّجل أمامي؟).

إِنَّ هذه العلاقة بين الصَّـ.ـهيـ.ـونيَّة، والماسـ.ـونيَّة وضَّحها السُّلطان عبد الحميد الثَّاني في الرِّسالة الَّتي وجَّهها إِلى الشَّيخ محمود أبي الشَّامات شيخه في الطَّريقة الشَّاذليَّة بعد خلـ.ـعه، وذلك في سنة 1329هـ وقد جاء في هذه الرِّسالة:

(إِنَّ هؤلاء الاتِّحاديِّين قد أصرُّوا عليَّ بأن أصادق على تأسيس وطنٍ قـ.ـوميٍّ لليهود في الأرض المقـ.ـدَّسة (فلسطين) ورغم إِصرارهم، لم أقبل بصورةٍ قطعيَّةٍ هذا التَّكليف.

وأخيراً وعدوا بتقديم مئةٍ وخمسين مليون ليرة إِنكليزيَّة ذهباً، فرفضت هذا التَّكليف بصورةٍ قطعيَّةٍ أيضاً، وأجبتهم بهذا الجواب القطعي:

(إِنَّكم لو دفعتم ملء الدُّنيا ذهباً، فلن أقبل بتكليفكم هذا بوجهٍ قطعيٍّ، لقد خدمت الملَّة الإِسلاميَّة، والأمَّة المحمَّديَّة ما يزيد على ثلاثين سنة فلن أسوِّد صحائف المسلمين).

وبعد جوابي هذا اتَّفقوا على خلـ.ـعي، وأبلغوني: أنَّهم سيبعدونني إِلى سلانيك، فقبلت بهذا التَّكليف الأخير. هذا وحمدت المولى، وأحمده أنَّني لم أقبل بأن ألطِّـ.ـخ العالم الإِسلامي بهذا العار الأبدي النَّاشئ عن تكليفهم بإِقامة دولةٍ يهوديَّةٍ في الأراضي المقـ.ـدَّسة فلسطين).

وفي مقالٍ نشر في جريدة (بويوك ضوغو) التُّركيَّة في 2 مايو عام 1947 م العدد 61 يقول (محرم فوزي طوغاي) تحت عنوان (فلسطين والمسألة اليهوديَّة) الآتي:

(منع السُّلطان عبد الحميد تحقيق هـ.ـدف إِنشاء دولةٍ يهوديَّةٍ في فلسطين، وكلَّف هذا المنع السُّلطان عبد الحميد غالياً، وأودى بعرشه، وأدَّى هذا فيما بعد إِلى انهيار الدَّولة العثمانيَّة كلِّها).

إِنَّ بعض أقطاب حركة الاتِّحاد والتَّرقِّي اكتشفوا فيما بعد: أنَّهم قد وقعوا تحت تأثير الماسـ.ـونيَّة، والصَّـ.ـهيـ.ـونيَّة، فهذا أنور باشا الَّذي لعب دوراً مهمَّاً في انقـ.ـلاب عام 1908م، يقول في حديثٍ له مع جمال باشا أحد أركان جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي:

(أتعرف يا جمال ما هو ذنـ.ـبنا؟) وبعد تحـ.ـسُّرٍ عميقٍ قال: (نحن لم نعرف السُّلطان عبد الحميد، فأصبحنا آلةً بيد الصَّـ.ـهيونيَّة، واستثمرتنا الماسـ.ـونيَّة العالميَّة، نحن بذلنا جهودنا للصَّـ.ـهـ.ـيونيَّة، فهذا ذنـ.ـبنا الحقيقي).

ويقول في هذا الصَّدد برنارد لويس: (لقد تعاون الأخوة الماسـ.ـونيُّون، واليهود بصورةٍ سـ.ـرِّيَّةٍ على إِزالة السُّلطان عبد الحميد؛ لأنَّه كان معـ.ـارضاً قويّاً لليهود؛ إِذ رفض بشـ.ـدَّةٍ إِعطاء أيِّ شبر أرضٍ لليهود في فلسطين).

وقد علَّق نجم الدِّين أربكان المجاهد الكبير زعيم حزب الرَّفاه في تركيَّا ورئيس وزراء تركيا الأسبق على هذا الموضوع قائلاً: (إِنَّ الحركة الماسـ.ـونيَّة سعت سعياً شـ.ـديداً لعـ.ـزل السُّلطان عبد الحميد، ونجحت في سعيها، وإنَّ أوَّل محـ.ــفلٍ فتح في تركيَّا العثمانيَّة كان على يد أميل قره صو، وهو صهيونيٌّ، وقد انضمَّ إِليه ضـ.ـبَّاط منطقة سالونيكا..).

وحقيقـة الأمر: أنَّـه لولا أصالـة الدَّولة العثمانيَّـة، وعراقتها، وشموخها؛ لأصبحت هباء منبثَّاً، وطويت صفحاتها في القرن الثَّامن عشر، أو القرن التَّاسع عشر.

ولكنَّها ظلَّت تقاوم عـ.ـوادي الزَّمن أكثر من قرنين نتيجةً للزَّح.ــف الاستعماري، والكـ.ـيد اليهودي، والنَّـ.ـخر الماسوني، والضَّعف الشَّديد الَّذي انتـ.ـاب الدَّولة، وهو ضعـ.ـفٌ لم يكن السُّلطان عبد الحميد مسـ.ـؤولاً عنه، وغدت ممتلكات الدَّولة نهـ.ـباً بين الدُّول الأوربيَّة الاستعماريَّة، الَّتي كانت تخطِّط منذ زمنٍ بعيدٍ للقضاء على الدَّولة.

وهكذا فقد تمكن أعـ.ـداء الدولة العثمانية وبالتعاون مع عمـ.ـلائهم داخل الجـ.ـيش العثماني وأجهزة الدولة الأخرى من تحقيق مسعاهم والإطـ.ـاحة بحكم السلطان عبدالحميد وبذلك أزالوا أكبر عقـ.ـبة تقف أمام تحقيق أطمـ.ـاعهم الاستـ.ـعمارية في البلاد الإسلامية عموماً ومخططاتهم الاستيطانية في فلسطين خصوصاً.

المصدر: مقالات د. محمد علي الصلابي وأخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى