الأمر ما زال معلقاً.. ازدواجية المعايير الأمريكية بشأن الصحراء الغربية تثـ.ـير جدلاً

الأمر ما زال معلقاً.. ازدواجية المعايير الأمريكية بشأن الصحراء الغربية تثـ.ـير جدلاً
أخبار اليوم
فريق التحرير
لا يَبتُّ البيت الأبيض بالقرارات المصـ.ـيرية بشكل فوري، وإنما تجري دراستها وتتجاذبها الأطراف الفاعلة هناك.
شكل وصول ترامب الرئيس السابق وإدارته إلى البيت الأبيض تحولاً كبيراً حتى على مستوى فلسفة السياسة فقد أحدث دونالد قفزة سياسية من السياسة الرسمية التي تبني قراراتها على دراسات ورؤى عميقة إلى السياسة الشعبوية التي تتخذ قراراتها بشكل صـ.ـدامي وفق المصلحة المباشرة دون الأخذ بعين الاعتبار العلاقات الدولية المتشابكة والأثر الرجعي للقرارات.
قرر ترامب مقايضة الاعتراف الأمريكي بالصحراء الغربية مقابل التطبيع المغربي مع إسرائيل وفق عملية ستستمر إلى ما بعد ترامب بقيادة صهره الأمريكي اليهـ.ـودي “جاريد كوشنر”.
إدارة جو بايدن أمضت أهم 100 يوم في البيت الأبيض واتضحت معالمها فيما يخص السياسة الداخلية والخارجية فبايدن أعاد الصيغة الرسمية للسياسة الأمريكية
وعادت معه الإدارة الأمريكية لإصدار القرارات ذات الأوجه المتعددة لحين تأكد تحصيل النتائج المرجوة، ومن ضمن القرارات ما يخص الاعتراف الأمريكي بتبعية الصحراء الغربية للملكة المغربية.
قرر بايدن أن يتابع مسيرة سلفه ترامب بهذا الشأن إلا أن إدارته لم تصدر قراراً واضحاً وحاسماً بالرغم من كل الإرهاصات التي تؤكد نية بايدن بمنح الصحراء للمغرب، ما يعني تأجـ.ـيج صـ.ـراع محتمل وحساس في أقصى الغرب شمال أفريقية.
أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية الأيام الماضية، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لم تتخذ قرارا بشأن اعتراف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية.
وكانت تقارير قد ذكرت، الأسبوع الماضي، أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أبلغ نظيره المغربي، ناصر بوريطة، أن إدارة بايدن لن تبطل اعتراف إدارة ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية على الأقل في الوقت الراهن.
وقال المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه لموقع الحرة: “لم يتم اتخاذ مثل هذا القرار. نجري مشاورات بشكل خاص مع الأطراف حول أفضل طريقة للمضي قدماً وليس لدينا أي شيء إضافي لنعلنه”.
وقبل فترة وجيزة من مغادرته البيت الأبيض، اعترف ترامب بالسيادة المغربية على كامل الصحراء الغربيّة في مقابل تطبيع علاقات الرباط مع إسرائيل.
ويستمرّ النـ.ـزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة البوليساريو في شأن الصحراء الغربيّة التي تُصنّفها الأمم المتحدة “إقليماً غير متمتّع بحكم ذاتي” في ظلّ غياب تسوية نهائيّة.
وتُطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء على تقرير المصـ.ـير تُخطّط له الأمم المتحدة، بينما يقترح المغرب خطّة لحكم ذاتي تحت سيادته.
وتُسيطر الرباط على نحو 80 في المئة من هذه الأرض الصحراويّة الشاسعة، حيث أُطـ.ـلِقت مشاريع إنمائيّة مغربيّة كبرى خلال السنوات الأخيرة.
قرار مصـ.ـير الصحراء المغربية ليس بيد الأمريكيين وحدهم بالرغم من الوعود الأمريكية للمغرب مقابل التطبيع، تدخل هنا المصالح الأوروبية وخصوصاً الفرنسية التي تعتمد على القارة السمراء في استمرار تمددها ونمو مصالها الاقتصادية.
في الوقت نفسه لا ترغب أمريكا بخـ.ـسارة الجزائر وفتح المجال بالكامل للسياسة الفرنسية للعب دورها في المنطقة، لذا فإن المباحثات الأمريكية الجزائرية على مستوى وزراء الخارجية ما تزال جارية على قدم وساق، بيد أن موضوع التطبيع لدى الجزائر ما زال مشواره طويل نوعاً ما.
الأسبوع الماضي، ناقش كل من وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم ونظيره الأمريكي أنتوني بلينكن عدة ملفات على رأسها العلاقات الثنائية بين البلدين، وقضـ.ـايا إقليمية على رأسها ملف الصحراء الغربية والوضع في ليبيا ومالي.
وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية صبري بوقادوم في تغريدة له إنه تطرق في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي، توني بلينكن، إلى سبل “إحياء وتقوية الشراكة الإستراتيجية بين الجزائر والولايات المتحدة الاميركية” في مختلف المجالات.
وأوضح بوقادوم انهما تبادلا “وجهات النظر حول القـ.ـضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك خاصة الأوضاع في الصحراء الغربية، ليبيا ومالي”.
من جانبها نشر حساب السفارة الأمريكية بالجزائر على موقع فايسبوك خبرا حول الاتصال الهاتفي الذي جرى بين بوقادوم وبلينكن جاء فيه أن المسؤولين ناقشا ” تعزيز العلاقات الثنائية القائمة على القيم والمصالح المشتركة”، وأكدا على فـ.ـرض تقوية “التعاون في إفريقيا لتعزيز الرخاء الاقتصادي والاستقرار الإقليمي”.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن تقديره، حسب بيان السفارة الأمريكية ” لدور الجزائر في تعزيز الاستقرار في منطقة الساحل وليبيا”.
وتعتبر الولايات المتحدة الجزائر شريكا مهما في محـ.ـاربة الارهـ.ـاب في المنطقة، كما أشاد “كاتب الدولة بجهود الجزائر في تنويع الاقتصاد والطاقة ورغبتها في جذب المزيد من الشركات الأمريكية”
ونقلت السفارة الأمريكية تعبير بلينكن لبوقادوم ” أن الولايات المتحدة مسرورة لكونها بلد ضيف الشرف في معرض الجزائر الدولي لعام 2022. وأكد الطرفين على قوة الشراكة الأمريكية الجزائرية”.
وتميل جبهة البوليساريو التي تريد إقامة دولة مستقلة تحت مسمى دولة الصحراء الغربية الإسلامية للدولة الجزائرية التي دعمتها طيلة السنوات الماضية، مادياً وعسكرياً وسياسياً
فالصحراء الغربية موقع جغرافي واقتصادي يستحق كل هذا الدعم
وتعود بداية النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول الصحراء الغربيّة التي تُصنّفها الأمم المتحدة “إقليماً غير متمتّع بحكم ذاتي” إلى عقود في ظلّ غياب تسوية نهائيّة.
إذ تُطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، بإجراء استفتاء على تقرير المصـ.ـير تُخطّط له الأمم المتحدة، بينما يقترح المغرب خطّة لحكم ذاتي تحت سيادته.