بعد أن استقبلته بهوية مـ.ـزورة.. إسبانيا تحاكم زعيم البوليساريو

بعد أن استقبلته بهوية مـ.ـزورة.. إسبانيا تحاكم زعيم البوليساريو
أخبار اليوم
فريق التحرير
توتـ.ـرت العلاقة قليلاً بين المملكة المغربية والمملكة الإسبانية التي تشاطرها شاطئ المتوسط، بعد أن استقبلت الأخيرة زعيم جبهة البوليساريو -نيسان الماضي- التي تصفها المغرب بالانفصـ.ـالية.
وكان إبراهيم غالي قد دخل الأراضي الإسبانية بهوية مـ.ـزورة، وقالت الحكومة الإسبانية إنها استقبلته لأسباب إنسانية بحتة، نظراً لحالته الصحية.
وعلى إثر ذلك عبرت المملكة المغربية عن انـ.ـزعاجه من الخطوة الإسباينة “الاستفـ.ـزازية” واستدعت السفير الإسباني في الرباط للتعبير عن استنكار المملكة استقبال شخص متهم بارتكـ.ـاب جـ.ـرائم حـ.ـرب، وعندما لم يتلق المغرب استجابة إيجابية من جارته الأوروبية استدعت المملكة المغربية سفيرتها في مدريد، ما يعني أن الأمور باتجاه التصعيد.
كما أكد المغرب اليوم السبت، أن استقبال السلطات الإسبانية لزعيم جبهة “البوليساريو”، إبراهيم غالي، “عمل يقوم على سبق الإصرار”.
وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان، إن “قرار السلطات الإسبانية بعدم إبلاغ نظيرتها المغربية بقدوم زعيم ميليـ.ـشيات البوليساريو، ليس مجرد إغفال بسيط، وإنما هو عمل يقوم على سبق الإصرار، وهو خيار إرادي وقرار سيادي لإسبانيا، أخذ المغرب علما كاملا به، وسيستخلص منه كل التبعات”.
وفي خطوة كانت مفاجئة لبجهة البوليساريو التي تنادي بإقامة دولة الصحراء الغربية الإسـ.ـلامية جنوب المملكة المغربية، استدعى القضاء الإسباني غالي للمثول أمامه في الأول من حزيران القادم بدعوى ارتكـ.ـابه “تعـ.ـذيب”.
أعلن متحدث باسم المحكمة الإسبانية العليا أمس الجمعة، أن زعيم جبهة بوليساريو الانفصـ.ـالية الذي نُقل للعلاج في البلاد والمرفوعة بحقه دعوى بتهـ.ـمة “التعـ.ـذيب”، استُدعي للمثول في الأول من حزيران/يونيو أمام القضاء الإسباني.
في تصريح لوكالة فرانس برس قال المتحدث باسم المحكمة التي تتخذ مقرا في مدريد إن إبراهيم غالي “استدعي للمثول في الأول من حزيران/يونيو”، منهـ.ـيا بذلك غمـ.ـوضاً استمر أياماً.
وأكد مصدر قضائي معني بشكل مباشر بالقضـ.ـية لوكالة فرانس برس، أنه تم استدعاء غالي للمثول أمام القضاء، وهو خبر نشرته أيضا وسائل إعلام إسبانية عديدة، لكن المحكمة الوطنية العليا نفـ.ـت الأمر .
ومن المنتظر الاستماع إلى زعيم بوليساريو بخصوص شــ.كوى “التعـ.ـذيب” التي رفعها فاضل بريكة المنشـ.ـق عن الجبهة والحاصل على الجنـ.ـسية الإسبانية.
وبحسب المتحدث الرسمي باسم المحكمة الإسبانية العليا، تحققت الشـ.ـرطة من هوية الشخص الذي تم إدخاله إلى مستشفى في لوغرونيو شمال البلاد وتأكدت أنه إبراهيم غالي
وأوضح أن عقـ.ـد جلسة الاستماع في الأول من حزيران/يونيو سيعتمد على حالته الصحية.
وكانت مجلة “جون أفريك” الأسبوعية قد أكدت أن زعيم بوليساريو أودع بشكل عاجل في 21 نيسان/أبريل مستشفى في لوغرونيو تحت اسم جزائري مستعار.
وأوضحت الجبهة إثر ذلك في بيان أنه يتعالج من فيـ.ـروس كـ.ـورونا و”يتماثل للشفاء”، لكنها لم تذكر مكان وجوده.
وأكدت الحكومة الإسبانية أنها استقبلت غالي البالغ 71 عاما “لأسباب إنسانية بحتة من أجل تلقي العلاج الطبي” وذلك ردا على ذلك، استدعاء المغرب السفير الإسباني بالرباط للتعبير عن سخـ.ـطه.
ويأتي استدعاء غالي بعد أن طالب خبير إسباني ” ألتاميرانو” بإلقاء القبـ.ـض الفوري على إبراهيم غالي بتـ.ـهمة التهـ.ـديد بالقـ.ـتل والتشهير.
وهذه هي الشكاية الثانية التي ترفع أمام المحاكم الإسبانية ضـ.ـد غالي، بعد أن طالب محامو الجمعية الصحراوية للدفـ.ـاع عن حقوق الإنسان السلطات الإسبانية بتفعيل مذكرة التوقيف الأوروبية الصادرة في حقه.
اتهـ.ـمت الجمعية “الحكومة الإسبانية بممارسة التعتيم والمشاركة في تبييض أعمال إبراهيم غالي الإرهـ.ـابية بذريعة المرض والأسباب الإنسانية المزعومة”.
وقال المصدر ذاته إن مراكب الصيد الإسبانية (كروز ديل مار) و(مينساي دي أبونا) شكلت أهـ.ـدافاً لهجـ.ـمات ميلـ.ـيشيات “البوليساريو” خلال السبعينيات والثمانينيات في المنطقة الواقعة بين الصحراء وجزر الكناري، ما تسبب في مقـ.ـتل العديد من الصيادين من جزر الكناري.
وأضاف أن هناك ضـ.ـحية أخرى لجبهة “البوليساريو” وهو بيدرو إغناسيو ألتاميرانو، الخبير السياسي الإسباني، الذي قام بتقديم شـ.ـكاية عبر محاميه إلى قاضي التحقيق بمحكمة مالقة ضـ.ـد إبراهيم غالي.
ويتـ.ـهم ألتاميرانو زعيم البوليساريو بالتحـ.ـريض ضـ.ـده بعد أن تلقى تهـ.ـديدات بالقـ.ـتل من قبل الميليـ.ـشيات الانفصـ.ـالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتسببت استضافة إسبانية لإيراهيم غالي بهوية مزورة واسم جزائري مستعار سخطاً مغربياً كبيراً استدعت وزارة الخارجية المغربية على إثره، السفير الإسباني في المغرب لمطالبته بتقديم توضيحات حول استضافة إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو في أراضيها
وأفاد بيان للخارجية المغربية حينها أن المغرب يستـ.ـنكر موقف إسبانيا التي رحبت بشخص مـ.ـلاحق قضـ.ـائياً في شأن جـ.ـرائم حـ.ـرب خطـ.ـيرة وانتهـ.ـاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وأعربت الرباط عن خـ.ـيبة أملها إزاء هذا العمل الذي قالت إنه مخـ.ـالف لروح الشراكة وحسن الجوار، والذي يتعلق بقضـ.ـية أساسية للشعب المغربي وقواه الحية، في إشارة إلى قضـ.ـية الصحراء.
وحول سياق ودلالات هذا الاستدعاء ومآلات العلاقة بين البلدين، أكد المحلل السياسي محمد شقير أن توجـ.ـساً قد طرأ في الرباط، منذ علم الأخيرة بقبول إسبانيا استضافة غالي، وهي الخطوة الإسبانية التي قد تكون “متعمدة”، حسب تعبيره.
ونقل عنه موقع “اليوم 24” قوله إن المغرب شعر بأن استقبال غالي قد يكون مدبراً من طرف بعض مكونات السلطة الإسبانية، بهـ.ـدف بعث رسالة مبطنة إلى الرباط، مفادها إمكانية اللعب مجدداً على ورقة البوليساريو للضـ.ـغط على المملكة.
وتابع بأن هذا الوضع هو ما جعل وزارة الخارجية تستدعي سفير مدريد للاحتـ.ـجاج، “رغم كل التطمينات التي صرحت بها وزيرة الخارجية الإسبانية”، مؤكداً أن خطوة الرباط تمثل “تعبيراً دبلوماسياً قوياً”.
وحول تأثير هذا الوضع على مستقبل العلاقات بين البلدين، أكد الخبير المغربي أن الأمر متوقف على طبيعة رد إسبانيا وتفاعلها مع الاحتـ.ـجاج المغربي، إما بنـ.ـزعها فتيل الأزمـ.ـة بإبعاد غالي من البلاد
أو إذا ما تمادت في موقفها، فإن الملف سينحو منحى تصعيدياً من طرف المغرب، يقول شقير: “خصوصاً وأن الدبلوماسية المغربية أصبحت أكثر صـ.ـرامة في تعاملها مع كل القضـ.ـايا المتعلقة بالصحراء، وتجاه كل البلدان التي تأخذ موقفاً منـ.ـاوئاً لمصالح المغرب”.
ونبه إلى أن الخطوة المغربية جاءت في سياق أزمـ.ـة “مضمرة” بين الرباط ومدريد، سببها استياء الأخيرة من عدة ملفات، منها ترسيم المغرب لحـ.ـدوده البحرية، والمنـ.ـاورات العسكرية البحرية بمشاركة أمريكا، والتي تجاهلت إسبانيا
وكذا مسألة إغلاق معبر سبتة؛ الأمر الذي أدى إلى تأجيل انعقاد اللجنة المشتركة بين المغرب وإسبانيا، مضيفاً بأن “”أهم أسباب التأجيل كان رفـ.ـض المغرب أن يضم الوفد المشارك بعض أعضاء وزراء بوديموس الذي يساند الأطروحة الانفصـ.ـالية”.
ويأتي التوتـ.ـر المغربي الإسباني في الوقت الذي تشهد فيه قضـ.ـية الصحراء الغربية موقفاً دولياً حـ.ـرجاً
فقد قال بايدن بأنه لن يلغي قرار سلفه ترامب بما يخص الاعتراف الأمريكي بأحقية المغرب بالصحراء الغربية وصدر هذا الاعتراف بعد قبول المغرب التطبيع مع إسرائيل كنوع من المقايضة.
والصـ.ـراع في الصحراء الغربية قائم منذ 45 عاما بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، وتصنف الأمم المتحدة المستعمرة الإسبانية السابقة بين “الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي” في ظل عدم وجود تسوية نهائية.
وتطالب بوليساريو بإجراء استفتاء لتقرير المصـ.ـير بينما تقترح الرباط منحها حكما ذاتيا تحت سيادتها.