في حادثة غير مسبوقة.. “البعث” يستبعد بشار من تمثيله في الانتخابات الرئاسية.. تصريحات مسؤول

في حادثة غير مسبوقة.. “البعث” يستبعد بشار من تمثيله في الانتخابات الرئاسية.. تصريحات مسؤول
أخبار اليوم
فريق التحرير
بشار يقدم نفسه كمواطن عادي
انتخابات وفق قانون 2012
حزب البعث ميّـ.ـت أو كيان موازي للدولة
تجاهل بشار الأسد كل التنـ.ـديدات الدولية بالانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري منتصف الشهر الجاري، لكن الأمر المقابل أن حزب البعث الذي أسسه والده واستخدمه مطية للاستـ.ـيلاء على السلطة في سوريا تجاهل بشار الأسد في الانتخابات التي تصر روسيا على إنتاجها.
وتقف روسيا وراء بشار الأسد وتدعمه ليتم المسرحية الانتخابية التي لا تمثل مصداقية أمام الرأي العام العالمي والدولي، لأن بشار هو الدمية الوحيدة التي تمكنت روسيا من تحريك كل خيوطها بسهولة وبراعة.
وكتب موقع مدى بوست؛
قال عضو في برلمان نظام الأسد، إن بشار لم يترشح للانتخابات الرئاسية كممثل لحزب “البعث”، إنما كمواطن عادي.
وأكد “باسم سودان” أنه لم تصدر أي قرارات عن قيـ.ـادة حزب البعث بترشيح بشار الأسد ممثلاً عنه.
وزعـ.ـم “سويدان” أن بشار الأسد “مرشح كمواطن عربي سوري”، وهو ذاته ما حصل عام 2014، وفق وصف البرلماني
وقال برلمان النظام: لم تصدر أي قرارات عن البعث بتمثيل بشار الأسد للحزب في الانتخابات
القادمة.
كانت سلطات الأسد، قد أعلنت عن القائمة النهـ.ـائية للمرشحين المقبولين للمنـ.ـافسة في الانتخابات الرئاسية المعروفة النتائج.
وأعلنت ما تسمى المحكمة الدستورية العليا، الموافقة على بشار الأسد وعبد الله سلوم عبد الله ومحمود أحمد مرعي.
وتحدثت المصادر عن رفـ.ـض جميع الطـ.ـعون التي تقدم بها مرشحون آخرون لعدم وجود وثائق تدعمها، وفق قوله.
انتخابات بدستور 2012
وستجري الانتخابات في 26 من أيار الجاري داخل سوريا، وفي 20 منه في سفارتها حول العالم، وفق دستور عام 2012.
و تنص المادة 88 من الدستور المذكور على أن الرئيس لا يمكن أن ينتخب لأكثر من ولايتين كل منهما سبع سنوات.
لكن المادة 155 توضح أن ذلك لا ينطبق على الرئيس الحالي، إلا اعتباراً من انتخابات العام 2014.
ووفق الدستور يُشتـ.ـرط حصول المرشح لرئاسة الجمهورية على تأييد خطي لترشيحه من قبل 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب.
ويؤكد خبراء أن ما ذكر أخيراً يعتبر شـ.ـرطًا يعـ.ـرقل حصول أي معـ.ـارض على الموافقة على ترشحه، في ظل وجود أغلبية متزايدة لحزب البعث الحاكم حالياً داخل المجلس.
حزب البعث ميّـ.ـت أو كيان موازي للدولة
لا غرابة قول أن كل مواطن سوري بالمجمل هو عضو في حزب البعث من المهد إلى اللحـ.ـد.
فسياسة الحزب كانت واضحة من خلال تنسيب الشعب السوري برابط الحزب، فعمل على ربط المدارس الابتدائية والتعليم الأساسي بمنظمة طلائع البعث التي تم تأسيسها عام 1974 متزامنا ذلك مع بدايات حكم حافظ الأسد
لتمثل المؤسسة الفكرية للطفولة التي يبث من خلالها أفكاره، مستغلا غياب أي بديل آخر أو فكر منـ.ـافس بحكم الدولة وسلطة القانون
ومناديا بأن الرفيق الطليعي هو الد.رع الحـ.ـصين للأمة العربية، وأملها في المستقبل من خلال الأفكار المستمدة من الحزب
فأي حرية سوف تنشأ في سوريا الأسد إن كان الطفل من منظمة الطلائع قد فٌـ.ـرض عليه نشيد كلماته جلية وواضحة بالتبـ.ـعية والخـ.ـضوع لحزب البعث والأسد، يُردد في المنطقة والوحدة والفرقة الطليعية في جميع المحافظات السورية.
لم يكن حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا الأسد كأي حزب عادي، وإنما كان يجسد جزءا من القـ.ـوة الخـ.ـفية والحقيقة التي تسيـ.ـطر على الدولة ومؤسساتها
وتديرها بشكل خـ.ـفي، لتكون الكيان الموازي لمفهوم الدولة من خلال ربط جميع قطاعاتها ومؤسساتها ومرافقها بالحزب الواحد ومؤسساته
فهو مقياس للتفاضل بين المواطنين، وأداة تعطي صاحبها القوة في مؤسسات الدولة، رافعا شعارات القومية العربية، وكما هي المنظومة العسكرية والمخـ.ـابراتية لنظام الأسد
فإن الأقلية العلوية هي المسيـ.ـطرة على الحزب وقراراته، مع وجود شخصيات سنيّة مُنحت مجالا ومساحة ضئيلة للتحرك من خلالها ضامنين الطـ.ـاعة لهم
عداك عن الأحزاب الأخرى في الساحة السورية التابعة للحزب جوهرا والمستقلة شكلا، والمنطوين تحت مظلة الجبهة الوطنية التقدمية بقيادة البعث.
إن حكم الأقلية العلوية للأغلبية السنية ما هو إلا كـ.ـابوس والهدوء الذي يسبق العـ.ـاصفة التي قد تطـ.ـيح بحكمهم
لذلك أدرك النظام أنه لابد من رابط يجمع به القدر الأكبر من الأغلبية السنيّة من عامة الشعب ليسيـ.ـطر عليه ويلعب من خلاله على الأوتار والاهتمامات المشتركة، والمفاهيم التي يمكن تغذيتها في الجيل الناشئ، ليضمن البقاء والاستمرار له
وإن كان نظام الحكم في سوريا فـ.ـشل بجعل السوريين علويين وكسبهم لطائفته، فقد نجح في ضمهم لحزب أضعف ارتباطهم بالديـ.ـن وضمن استمراره لخمسة عقود، مستعينا بمؤسسات رديفة ماهي إلا جزءا منه وتبعا له، لتكون بـ.ـؤرا للفسـ.ـاد والانحـ.ـلال الأخلاقي والمجتمعي.
وفي ظل الحديث عن الحزب ومنسوبيه لا يمكن تجاهل نظرة المجتمع للحزبي القوي والتي تكون ممزوجة بين الكـ.ـره والاز.دراء مع الخـ.ـوف والتحـ.ـاشي درأ للمشـ.ـاكل
وإن تعبير حزبي (عضو عامل) في سوريا الأسد هو كلمة السـ.ـر التي يمكن من خلالها تجاوز الخطوط الحمراء والتعدي على الآخرين والقفز من فوق القانون دون رقيـ.ـب أو حسيب
فقد سـ.ـرق حزب البعث الدولة السورية ومؤسساتها، وقـ.ـمع الحريات من خلال سياسة الحزب الوحد والقائد الواحد
ولعل طرح الحزب لمفهوم العروبة والقومية والاشتراكية ومحـ.ـاربة الإمبريالية والرجعية والعمالة، ماهي إلا وسائل يتكئ عليها لنبـ.ـذ مخـ.ـالفيه والقـ.ـضاء عليهم، وأن البيئة السورية الحقيقة المتلزمة اجتماعيا وأخلاقيا ودينيا، لم تواجه خـ.ـطرا فكريا في العصر الحالي مثل خطـ.ـر حزب البعث العربي الاشتراكي وأفكاره.
من جهة أخرى؛
ويؤكد قيادي سابق في “الحزب” اعتـ.ـزل العمل السياسي، ويقطن حاليا في منطقة شرقي الفرات، الواقعة تحت سيطرة الجانب الكردي، أن “شريحة واسعة من أعضاء حزب البعث أعلنوا معـ.ـارضة واضحة للنظام الأسدي منذ السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي”، مضيفا، في حديث مع “العربي الجديد”: “المعـ.ـتقلات تشهد على ذلك”.
وبيّن أن “عدداً كبيراً من منتسبي الحزب كانوا في طليعة الحـ.ـراك الثوري الذي بدأ في عام 2011″، مشيراً إلى أن “رياض حجاب (رئيس الوزراء الذين انـ.ـشق عن النظام في عام 2012) كان قيـ.ـاديا بارزا في حزب البعث”.
من جانبه، قال الباحث السياسي محمد سالم، من مركز “الحوار السوري”، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “النواة الصلبة للنظام السوري عائلية ثم طائفية بالدرجة الأولى، ولا يوجد دور حقيقي لما يسمى بحزب البعث في مفاصل الحكم الأساسية”.
وتابع بالقول: “تراجع دور حزب البعث إلى مجرد واجهة منذ تنفيذ انقـ.ـلاب حافظ الأسد في العام 1970، ليبقى فقط وسيلة للهـ.ـيمنة على سورية، ولعل وقوف النظام السوري مع إيران ضـ.ـد العراق في الحرب الإيرانية العراقية يمثل بوضوح توجه النظام بعكس الشعارات القومية التي يتبناها شكلاً”.
وأشار سالم إلى أن “التغـ.ـوّل الإيراني ازداد في سورية بعد الثـ.ـورة، وهو ما يتنـ.ـاقض تماماً مع أفكار وشعارات الحزب القومية العربية”
مضيفا: “حزب البعث في حالة النظام السوري مجرد قالب أجوف من الشعارات، خال من الالتزام بأي مضامين، إنه عملياً جسد ميّـ.ـت شكلاً ومضموناً”.