لا مكان للأسد هنا.. أول دولة أوروبية تتحرك عملياً ضـ.ـد النظام

لا مكان للأسد هنا.. أول دولة أوروبية تتحرك عملياً ضـ.ـد النظام
أخبار اليوم
فريق التحرير
حسمت ألمانيا الاتحادية أمرها بشأن الانتخابات السورية المزمع عقدها بعد أيام، حيث أصدرت المحكمة الألمانية العليا قرارها بمـ.ـنع إجراء الانتخابات الرئاسية السورية أو التصويت عليها ضمن أراضي الجمهورية الاتحادية الألمانية كاملة.
وتعتبر ألمانيا الدولة الأوروبية الأولى التي تصدر مثل هذا القرار الصـ.ـاعق لنظام الأسد، وسبقت ألمانيا الجمهورية التركية بمـ.ـنع الانتخابات أو التصويت عليها فوق التراب التركي.
وعقبت الخارجية السورية على الخبر بشكل لافت.
ويعيش في ألمانيا مئات من الجالية السورية المؤيدة بشكل علني للأسد، كما يعيش أكثر من مليون سوري معـ.ـارض للأسد وهـ.ـارب من بطـ.ـشه.
وقالت جمهورية ألمانيا الاتحادية أنها منـ.ـعت سفارة الأسد من فتح صناديق اقتراع في العاصمة برلين.
وأعلنت وزارة الخارجية السورية أن كلا من تركيا وألمانيا رفـ.ـضتا إجراء التصويت في الانتخابات الرئاسية السورية على أراضيهما.
وقال معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان إن الدولتين أبلغتا دمشق بذلك.
وفي حوار مع قناة “السورية” قال سوسان إن الانتخابات ستجري في القسم الأعظم من السفارات السورية في الخارج، باستثناء تركيا وألمانيا، إضافة إلى الدول التي سبق أن أغلقت البعثات الدبلوماسية السورية فيها.
وانـ.ـتقد سوسان المواقف الرافـ.ـضة لإجراء التصويت، وقال إن ذلك القرار له خلفية سياسية وينطلق من موقفها تجاه سوريا، ورأى أن تلك المواقف “تعبر عن حالة اليـ.ـأس والشعور بالهـ.ـزيمة نتيجة ترنح مشروعها، إن لم نقل إنه هـ.ـزم” هذا من وجهة نظر الأسد ورجاله.
وأضاف سوسان أن “من تحالف مع الإرهـ.ـاب وشارك في سفـ.ـك د.ماء السوريين ويحـ.ـرم السوريين من الغذاء والدواء ليس غريبا عليه أن يتخذ هذا القرار” متناسياً كل جـ.ـرائم الأسد.
وحمّل سوسان تلك الدول “المسـ.ـؤولية السياسية والقانونية عن ذلك القرار، فهي تنـ.ـتهك القانون الدولي واتفاقية فيينا للعلاقات الدولية” وقال إن “الانتخابات شأن سيادي، والسفارة هي جزء من التراب الوطني”.
وعن حجم المشاركة في التصويت المتوقعة غدا، أعرب سوسان عن ثقته بأن ثمة “حماسة شديدة للمشاركة” وقال: “بكل ثقة، نحن مرتاحون جدا لحجم المشاركة وسترون يوم الخميس كيف سيتوافد السوريون للإدلاء بأصواتهم”
ومن المقرر أن يبدا ألتصويت في السابعة من صباح يوم غد الخميس، ويستمر حتى السابعة مساء حسب التوقيت المحلي لكل دولة.
وكانت الخارجية السورية دعت المواطنين السوريين في المغتربات إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية يوم غد “لتأكيد الانتماء للوطن الغالي والمشاركة في بناء سوريا المتجددة”.
وتجدر الإشارة إلى أنّ السفارة السورية في ألمانيا شبه معطلة وتقتصر على تيسير الأمور الدبلوماسية لا أكثر، والمعاملات المدنيّة الضرورية جداً، منذ 2012.
وفي أيار 2012 طـ.ـردت ألمانيا السفير السوري على خلفية الوحـ.ـشية التي اتبعها الأسد في التعامل مع المتظـ.ـاهرين السلـ.ـميين.
ويعتبر القرار الألماني ضـ.ـربة لنظام الأسد حيث وجهت الخارجية السورية دعوة للسوريين في الخارج للمشاركة في الانتخابات الرئاسية.
ومن المفترض أن تجري الانتخابات الرئاسية نهاية أيار الحالي، ويتنافس فيها 3 مرشحين 2 منهم وهـ.ـميين مقابل بشار الأسد الذي تدعمه روسيا.
رفـ.ـض الأعضاء الغربيون في مجلس الأمن الدولي، وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، مسبقاً الأربعاء (28 نيسان/ أبريل 2021) نتيجة الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في سوريا في 26 أيار/مايو، وسط اعتـ.ـراض روسي على هذا الموقف.
وقال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة نيكولا دي ريفيير خلال جلسة شهرية لمجلس الأمـ.ـن بشأن سوريا، إنّ “فرنسا لن تعترف بأي مشـ.ـروعية للانتخابات التي يعتزم النظام إقامتها نهاية أيار/مايو الحالي”.
وأضاف أنه من دون إدراج السوريين في الخارج، فإنّ الانتخابات “ستنظّم تحت رقـ.ـابة النظام فقط، من دون إشراف دولي” على النحو المنصوص عليه في القرار 2254 (الذي تم اعتماده بالإجماع في عام 2015).
واتخذت المندوبة الأمريكية ليندا توماس غرينفيلد، موقفاً مماثلاً.
وقالت إن “الفـ.ـشل في تبني دستور جديد دليل على أن ما يسمى بانتخابات 26 أيار/مايو ستكون زائفة”.
ولفتت إلى وجوب اتخاذ خطوات من أجل “مشاركة اللاجئين والنازحين و(مواطني) الشتات في أي انتخابات سورية”، مضيفة “لن ننخـ.ـدع” طالما لم يتم ذلك.
بدورها، قالت سونيا فاري، ممثلة المملكة المتحدة، إنّ “انتخابات في ظل غياب بيئة آمـ.ـنة ومحايدة، في جو من الخـ.ـوف الدائم، وفي وقت يعتمد ملايين السوريين على المساعدات الإنسانية (…) لا تضفي شـ.ـرعية سياسية، وإنما تظهر ازدراء بالشعب السوري”.
وكذلك كان أيضاً موقف إستونيا وغيرها من أعضاء الاتحاد الأوروبي، داعية إلى إجراء انتخابات في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة وتشمل المعـ.ـارضة والذين يعيشون خارج البلاد، وفق سفيرها سفن يورغنسون الذي أضاف أنّ “أي شيء آخر سيعتبر مهزلة جديدة”.
أما مندوب روسيا فاسيلي نيبينزيا، فقال “من المحـ.ـزن أن بعض الدول ترفـ.ـض الفكرة نفسها لهذه الانتخابات وأعلنت بالفعل أنها غير شـ.ـرعية”، مستنــ.كراً “التدخل غير المسموح به في الشؤون الداخلية لسوريا”.
وانتـ.ـهت اليوم الأربعاء المهلة الدستورية المحدّدة بعشرة أيام لتقديم طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية في استحقاق تبدو نتائجه محسومة سلفاً لصالح الرئيس الحالي بشار الأسد.
ولقبول الطلبات رسمياً، يتعيّن على كل مرشح أن ينال تأييد 35 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس الشعب البالغ عددهم 250، وحيث يتمتع حزب البعث الحاكم بغالبية سـ.ـاحقة.
ومن شـ.ـروط التقدّم للانتخابات أن يكون المرشح أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية، ما يغلق الباب أمام احتمال ترشح أي من المعـ.ـارضين المقيمين في الخارج.
وهو ما جعل محللون يعتبرون هذه الانتخابات أنها شكلية.
ويأتي الاستحقاق الانتخابي فيما تشهد سوريا أز.مة اقتصادية خـ.ـانقة خلّفتها سنوات الحـ.ـرب، وفاقمتها العقـ.ـوبات الغربية، فضلاً عن الانهـ.ـيار الاقتصادي المتسارع في لبنان المجاور.
وعلى هذا فإن المرشحين الثلاثة هم “بشار الأسد” الفائز الحتمي، عبد الله سلوم عبد الله، ومحمود مرعي.