في أول تصريح لهم.. يهود تركيا يوضحون موقفهم من أحداث غـ.ـزة.. ماذا طلبوا من أردوغان؟

في أول تصريح لهم.. يهود تركيا يوضحون موقفهم من أحداث غـ.ـزة.. ماذا طلبوا من أردوغان؟
أحبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
انتقدت الجالية اليهودية في تركيا تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، التي اتـ.ـهم فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه “مُعـ.ـادٍ للسـ.ـامية”.
وقالت الجالية في تغريدة على صفحتها الأربعاء: “في حين أن المـ.ـآسي التي تحدث في المنطقة محـ.ـزنة للغاية، والتصاعد العالمي في معـ.ـاداة السـ.ـامية أمر غير مقبول، فإن من الظـ.ـلم والمستهجَن الإشارة إلى الرئيس أردوغان في ذلك”.
وأكدت استهجانها هذا الاتهـ.ـام، منوّهة بأنه “على العكس من ذلك كان (أردوغان) دائماً بنَّاءً وداعماً ومشجعاً لنا”.
وطلبوا من أردوغان الاستمرار بسياسته الرشيدة الإقليمية والدولية، وأنهم يقفون صفا واحدا خلفه.
While tragedies in the region are deeply saddening – & global rise of anti semitisim is unacceptable- it is unfair & reprehensible to imply that President Erdogan – @tcbestepe – is antisemitic. On the contrary, he has always been constructive, supportive & encouraging towards us. https://t.co/XMfV5bXicb pic.twitter.com/CBAIX0lSvo
— Türk Yahudi Toplumu (@tyahuditoplumu) May 19, 2021
واعتبر أردوغان الاثنين أنّ يدَي نظيره الأمريكي جو بايدن “ملـ.ـطّختان بالد.ماء” بسبب دعمه إسرائيل التي تواصل تصـ.ـعيدها العسـ.ـكري ضـ.ـدّ قطـ.ـاع غـ.ـزّة.
وخاطب أردوغان بايدن قائلاً: “تكتب التاريخ بيدَين ملطّـ.ـختَين بالد.ماء”، آخذاً على الإدارة الأمريكية خصوصاً أنّها وافقت على بيع أسـ.ـلحة إضافية للدولة العـ.ـبرية “التي تشـ.ـنّ هـ.ـجمات غير متكافئة على قطـ.ـاع غـ.ـزّة”.
ومنذ 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحـ.ـتلة، جراء اعـ.ـتداءات “وحـ.ـشية” ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون في مدينة القـ.ـدس المـ.ـحتلة، بخاصة المسجد الأقـ.ـصى ومحيطه وحي الشيخ جراح (وسط)، إثر مساعٍ إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
ويواصل جيش الاحـ.ـتلال الإسرائيلي عـ.ـدوانه الواسع على قطـ.ـاع غـ.ـزة لليوم العاشر على التوالي.
وحسب وزارة الصحة، “استُشهد في هذا العـ.ـدوان حتى صباح الأربعاء 218 فلسطينياً، بينهم 63 طفلاً و37 سيدة و16 مُسنّاً، بالإضافة إلى إصابة 1500 بجـ.ـراح مختلفة”.
اقرأ أيضا: “معـ.ـاداة السـ.ـامية”.. سـ.ـلاح إسرائيل للتغطية على جـ.ـرائمها ومنع الانتقادات الدولية
مع كل عـ.ـدوان على غـ.ـزة، لا تجد إسرائيل حيلة لمهـ.ـاجمة منتقديها سوى اتهـ.ـامهم بـ”معـ.ـاداة السـ.ـامية”، وهو ما برز خلال موجة التصـ.ـعيد الحالية مع تركيا والصين.
وارتكب الجـ.ـيش الإسرائيلي مجـ.ـازر نتج عنها محو عائلات بأكمـ.ـلها من السجل المدني خلال جولة القصـ.ـف المستمرة منذ 10 مايو/أيار الجاري، وهو ما صعّـ.ـد حدة الانتقادات الدولية.
وعلى عكس مرات سابقة، ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إيصال صورة أكبر عن المجـ.ـازر عبر الصوت والصورة، وتفاعلت شخصيات سياسية ورسمية ومشاهير يتابعهم ملايين، مما زاد حرج تل أبيب.
وفي مواجـ.ـهة كل ذلك، عادت إسرائيل إلى استخدام أسطورة “معـ.ـاداة السامية” للردّ على منتقديها، وآخرهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وجاءت التهـ.ـمة هذه المرة من الحليف الأبرز لتل أبيب، على لسان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، الذي اتـ.ـهم أردوغان بأنه “مُعـ.ـادٍ للسـ.ـامية”، بعد أن قال الرئيس التركي لنظيره الأمريكي جو بايدن: “يداك ملطـ.ـختان بالد.ماء”.
وجاء اتـ.ـهام أردوغان يوم الاثنين بسبب دعم بايدن إسرائيل التي تواصل تصعـ.ـيدها العسـ.ـكري ضـ.ـدّ قطـ.ـاع غـ.ـزّة، إذ باعت واشنطن للدولة العبرية أسـ.ـلحة إضافية مؤخراً.
أسطورة متجددة
وتعود أصول ربط الاتـ.ـهام بمعـ.ـاداة السـ.ـامية، بمناهـ.ـضة إسرائيل أو مناهـ.ـضة الصهيونية، إلى عقود ماضية، كما يقول البروفيسور نورمان فينكلستاين في كتابه “صناعة الهـ.ـولوكـ.ـوست”.
ويقول فينكلستاين إن إسرائيل ومناصريها بدؤوا بعد حـ.ـرب عام 1967 وتعرضها للانتقاد لاحتـ.ـلال الأراضي العربية (الضفة وغـ.ـزة وهضبة الجولان وسيناء)، البحث عن الطرق التي تقـ.ـمع بها من يجرؤ على انتقاد إسرائيل، من خلال إبراز قضية “معـ.ـاداة السـ.ـامية”، التي أدّت إلى “الهـ.ـولوكـ.ـوست”، وربطها بانتقاد إسرائيل حالياً، باعتبارها “دولة اليهود”.
وتعرّف المراجع العلمية مثل معجم “Merriam-Websters” مناهضة السامية الكلاسيكية، بأنها “العـ.ـدوانية تجاه أو العنـ.ـصرية ضـ.ـد اليهـ.ـود على خلفية دينية أو عرقية”. ولا تربط المعاجم بين مناهـ.ـضة السـ.ـامية وانتقاد إسرائيل.
لذلك، انتقدت الجالية اليهودية في تركيا تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس، وقالت في تغريدة على تويتر الأربعاء: “في حين أن المـ.ـآسي التي تحدث في المنطقة محـ.ـزنة للغاية، والتصاعد العالمي في معـ.ـاداة السـ.ـامية أمر غير مقبول، فإن من الظـ.ـلم والمستهجَن الإشارة إلى الرئيس أردوغان في ذلك”.
وأكدت استهجانها هذا الاتهـ.ـام، منوّهة بأنه “على العكس من ذلك كان (أردوغان) دائماً بنَّاءً وداعماً ومشجعاً لنا”.
ولم تتوقف واشنطن وتل أبيب عند أردوغان، إذ احتـ.ـجّت السفارة الإسرائيلية في بكين على ما وصفته بـ”العـ.ـداء الصـ.ـارخ للسـ.ـامية” خلال برنامج على تليفزيون الصين المركزي ناقش العـ.ـدوان المستمر في قطـ.ـاع غـ.ـزة وأماكن أخرى.
وقالت السفارة في تغريدة علي تويتر: “كنا نأمل أن تنتهي أوقات نظريات المؤامرة المتعلقة باليهود وانهم يسيطرون على العالم، وللأسـ.ـف أظهرت معـ.ـاداة السـ.ـامية وجهها القبيح مرة أخرى”.
وجاء في التغريدة: “نشعر بالفـ.ـزع لرؤية معـ.ـاداة السـ.ـامية الصـ.ـارخة التي يُعبَّر عنها في وسيلة إعلامية صينية رسمية”، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية الأربعاء.
وعلى قناة الصين الدولية (سي جي تي إن)، وهي قناة تليفزيونية صينية، تُبَثّ وتُنطق باللغة الإنجليزية، تساءل المضيف تشنغ جون فنغ عما إذا كان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل يستند حقاً إلى قيم ديمقراطية مشتركة.
وأضاف: “يعتقد بعض الناس أن السياسة الأمريكية الموالية لإسرائيل يمكن رجعها إلى تأثير اليهود الأثرياء في الولايات المتحدة واللوبي اليهودي على صناع السياسة الخارجية الأمريكية”.
وأضاف تشنغ بالإنجليزية: “يهيمن اليهود على قطاعَي المال والإنترنت. هل لديهم جماعات ضغـ.ـط قوية كما يقول البعض؟ ممكن”.
ثم اتهـ.ـم تشنغ الولايات المتحدة -أكبر منافس جيوسياسي للصين- باستخدام إسرائيل كـ”رأس جسر” في الشرق الأوسط، ووكيل في حملتها لهـ.ـزيمة العروبة.
ولطالما كانت الصين داعماً قوياً للقضية الفلسطينية، وقد انتقدت قبل أيام الولايات المتحدة لعرقـ.ـلتها بياناً في مجلس الأمن الدولي يُدين التصـ.ـعيد في غـ.ـزة.
بداية القصة
وبعد الانتفـ.ـاضة الفلسطينية الثانية عام 2000، بدأت منظمات صهيونية وغربية بمشاركة محاضرين في جامعات إسرائيلية، العمل مع “المركز الأوروبي لرصد العنصرية وكـ.ـراهية الأجانب” (تحوّل إلى وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية) ومقره فيينا بالنمسا، على وضع تعريف جديد لمعـ.ـاداة السـ.ـامية.
وفي عام 2004 صدرت ورقة بعنوان “التعريف المبدئي لمعـ.ـاداة السـ.ـامية”، كمقترح يُفترض العمل عليه وتطويره، لكن المنظمات الصهيونية سارعت إلى تبني هذه الورقة رغم عدم اعتمادها.
وروّجت هذه المنظمات أن الورقة أصدرها وتبناها الاتحاد الأوروبي، وباتت تستخدمها أساساً في اتهـ.ـام من ينتقد إسرائيل بأنه ينتقدها لأنها “دولة اليهود”، ولأنه يعـ.ـادي “دولة اليهود”، في محاولة واضحة لترهـ.ـيب منتقدي إسرائيل.
وتتضمن الورقة التعريف الكلاسيكي لمعـ.ـاداة السـ.ـامية، لكنها أضافت إليه بنوداً أخرى فضفاضة في نصها، تتضمن أشكالاً أخرى من معـ.ـاداة السـ.ـامية ذات صلة بإسرائيل وانتقادها، وبتشبيه ممارساتها بالممارسات النـ.ـازية، واعتبار قيامها حدثاً عنـ.ـصرياً، واعتبار مطالبة إسرائيل باتخاذ خطوات تُطلَب من دول أخرى، ممارسة معـ.ـادية للسـ.ـامية.
كذلك يشير نص التعريف الجديد إلى أن التركيز على انتهـ.ـاكات إسرائيل لحقوق الإنسان، واستثناء دول أخرى تنتهـ.ـك حقوق الإنسان أيضاً، هو ممارسةٌ “دوافعها مناهـ.ـضة السـ.ـامية أيضاً”.
وفي عام 2013 حذفت “وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية” التعريف من موقعها، معتبرة أنها ورقة ليست ذات صفة رسمية أو قانونية، نافية تبنِّي الورقة، أو دعوة دول الاتحاد الأوروبي إلى تبنيها، مما أثـ.ـار غضـ.ـب إسرائيل ومناصريها.
لكن أقر الكونغرس الأمريكي هذا التعريف عام 2004 في قانون “رصد الممارسات المناهـ.ـضة للسـ.ـامية”، مما يعني وضعه منتقدي إسرائيل ضمن المناهـ.ـضين للسـ.ـامية.
كما تَبنَّى كونغرس ولاية كاليفورنيا عام 2012 هذا التعريف ضمن قرار اعتمده لقمـ.ـع الحـ.ـركات الطلابية التي تنظّم نشاطات مؤيدة للحقوق الفلسـ.ـطينية في جامعات الولاية التي تتلقى دعماً مالياً حكومياً.
المصدر: TRT عربي – وكالات