أخبار اليوم

انهـ.ـيار الليرة يرغم السوريين على الأكل من القمامة

انهـ.ـيار الليرة يرغم السوريين على الأكل من القمامة

انهـ.ـارت الليرة السورية أمام الدولار الأميركي بشكل غير مسبوق أمس الثلاثاء، حيث قفز الدولار الأميركي إلى الضعفين أمام الليرة السورية.

وتدهـ.ـور بشكل مفاجئ سعر صرف الليرة السورية منذ أكثر من أسبوعين بشكل يومي، وسجل أمس تـ.ـراجعاً قياسياً تاريخياً أمام الدولار الأميركي في السوق الموازية يعد الأكبر في تاريخ العملة المحلية.

فقد وصل في فترة الظهيرة وفق عدد من العاملين في السوق إلى 4000 ليرة، بعدما حافظ خلال الأشهر الثلاثة الماضية على سعر ما بين 2700 و2900.

وبقي سعر الصرف الرسمي في نشرة «مصرف سوريا المركزي» عند 1250.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن أحد العاملين في السوق الموازية قوله، إنه «رغم الإجراءات التي تتخذها السلـ.ـطات الأمنـ.ـية من مـ.ـلاحقة للعاملين في السوق، يشهد سعر الصرف في كل ساعة تـ.ـراجعاً بسبب الطلب الكبير على الدولار» الذي كان يساوي 46 ليرة في 2011.

الفـ.ـقر يـ.ـأكل السوريين

انتشر الفـ.ـقر بين السوريين بشكل غير مسبوق، فبحسب الأمم المتحدة أكثر من 85% من السوريين تحت خط الفـ.ـقر، وبات الطعام المستخدم لمرة واحدة حلم الكثير من العوائل.

دفـ.ـع الفـ.ـقر في الآونة الأخيرة الكثير من الشخصيات العامة السورية المؤيدة لنظام الأسد، لرفع الصوت ضـ.ـد الوضع القائم ملمحين بشكل صريح إلى أن الأسد وأعوانه سبب الأزمـ.ـة.

وذهب البعض كالممثل “غسان مسعود” إلى مطالبة المتسببين  بـ “النزل عن الكرسي” قاصدين الأسد بطريقة غير مباشرة.

الكثير من العائلات السورية لم تعرف منذ سنوات الطبخ على غاز المنزل، وباتوا المترف منهم يستخدمون بقايا الأخشاب والعيدان المرمية في الطرقات والبساتين.

وتستخدم الطبقة الأكثر فقراً والأكثر انتشاراً بين السوريين، أكياس النايلون والمنتجات البلاستيكية للتدفئة والطهر، وهذا ما يتسبب باختـ.ـناقـ.ـات تنفسية، وزاد الأمر سوءً انتشار وبـ.ـاء كـ.ـورونـ.ـا التنفسي.

وبحسب خبراء فإن الثـ.ـورة لم تكن لتتسبب بكل هذا الفـ.ـقر والعـ.ـجز السوري، لو لم تفتح الحـ.ـرب ميـ.ـادينـ.ـها في سورية، لأن البلد غني.

سوريون يأكلون من القمامة

لم تعد ظاهرة تفتيش حاويات القمامة من المشاهد المـ.ـرعبة وغير المألوفة في كل المدن السورية، فهذه الظاهرة مشهد شبه يومي ومتكرر عشرات المرات في اليوم الواحد.

لا يقتصر الأمر على الصغار أو الكبار، فالكل سـ.ـواء في البحث عن لقمة العيش حتى لو كانت من القمامة، وحتى لو استخدموها مرة ثانية.

وأصبح اللحم وجبة للأغنياء فقط، وكثير من الأطفال لا يعرفون شكله ولا طعمه، فهم يعرفونه من حديث الأهل عن أيام “العز”.

وربما يشبه حالهم حال الأطفال الفسطينين الذين تكلم عنهم “غسان كنفاني” ووصف دهشتهم عندما رأوا التفاحة لأول مرة وهم أبناء 7 سنوات.

ينتشر في البلد الأكثر فـ.ـقراً في العالم سـ.ـوء التغذية بين المواليد الجدد، ناهيك عن فـ.ـقر الد.م، والأمـ.ـراض الناتجة عن الطعام المـ.ـلوث وسـ.ـوء التغذية.

خرجت من شوارع العاصمة دمشق ومن مدينة حلب، فيديوهات كثيرة لآباء وأطفال يبحثون عن الطعام وسط القمامة، أو على قارعة الطرق بجانب المطاعم والمحال التجارية.

ما زاد في حالات الانتـ.ـحار أو الجـ.ـنون لدى السوريين، وهذا ما لم يشهده الشعب السوري طيلة سنواته الماضية.

انقسام طبقي فـ.ـاحش

الفـ.ـقر لا ينطبق على بعض السوريين الذين أصبحوا اليوم أغنياء بفعل الحـ.ـرب، ولا يعرفون الكثير عن أولئك الفـ.ـقراء المنتشرين في كل الحواري.

وسط دمشق وفي مدينة حلب، مركزي التجارة السوريين، تعيش عائلات وتزداد ثراءً بفعل الحـ.ـرب والأبواب التي فتحت لهم من ورائها، وأهمها التعامل مع الملـ.ـيشيـ.ـات الإيرانية أو القـ.ـوات الروسية، في تأمـ.ـين لهم “مسببات الراحة”.

تنشط بعض “اليوتيوبرات” من فتيات دمشق وشبابها والذين ينتجون كل يوم فيديوهات تروي للعالم تفاصيل حياتهم الفارهة وكأنهم يعيشون في دبي، وليس آخرها ذاك الذي طلب أرضى زوجته وكان عربون رضاها سيارة ألمانية موديل السنة، بينما تفرج آلاف الفـ.ـقراء على ذلك المشهد وهم فاتحين عيونهم ناظرين لد.موع تلك المرأة التي تزداد ثراءً ببينما هم يزدادون غـ.ـرقاً في بحر فـ.ـقرهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى