10 أساطير إسرائيلية عرّتها الحـ.ـرب الأخيرة… جنـ.ـرال إسرائيلي يعترف

10 أساطير إسرائيلية عرّتها الحـ.ـرب الأخيرة… جنـ.ـرال إسرائيلي يعترف
أخبار اليوم
فريق التحرير
يتساءل خبير الخرائط الأول في إسرائيل “شاؤول أرئيلي” ماذا كان سيحدث لو أدرك الإسرائيليون أن ما يعرفونه عن الصـ.ـراع هو سلسلة أساطير مغلـ.ـوطة تمت رعايتها وتنميتها وهي تو.رطّهم في مستنقع الخـ.ـلاف والمواجـ.ـهة.
أرئيلي هو أحد أبرز الخبراء الإسرائيليين في مجال الصـ.ـراع اليهودي- العربي ويؤمن أن تسوية الدولتين ما زالت عملية وممكنة بخـ.ـلاف كثيرين، وسبق وشارك في مفـ.ـاوضات السلام في كامب ديفد وطابا.
ويقول إنه بما يتعلق بـ الأساطير هناك علامات مميزة لدى كل الشعوب ولكن لدى الإسرائيليين فهي مربوطة بالنظام السياسي الذي يقوده معسكر اليمين منذ سنوات كثيرة.
في كتابه الجديد”( هل هكذا حدث بالضبط ” ؟) يستعرض خبير الخرائط الأول في إسرائيل شاؤول أرئيلي الأساطير التي اعتمدتها الحركة الصـ.ـهيونية وورثتها إسرائيل في سبيل بناء شعب ودولة ويقول إنها تقوم على نواة من الحقيقة فوقها طبقات من الكـ.ـذب.
ويشير أرئيلي لعدة أساطير جعلت الإسرائيليين عالقين مع الصـ.ـراع كـ ” شعب عاد لبلاد بلا شعب ” أو ” لا يوجد شعب فلسطيني ” أو ” الأردن هي فلسطين ” و ” لا يوجد شريك فلسطيني للمفاوضات ” أو ” الاستيطان اليهودي هو من يرسم حدود إسرائيل”
أو ” رغب اليهـ.ـود بالهجرة للبلاد وحال البريطانيون دونهم ” أو ” لم يبرح الفلسطينيون بعد نظرية المرحلية وهم يريدون تد.مير إسرائيل” أو ” دعوة المفتي والدول العربية الفلسطينيين للهـ.ـرب من بلادهم ” أو ” القدس عاصمة للأبد”
وينسـ.ـف مقولة الصـ.ـهيونية التقليدية بأن فلسطين كانت خالية من السكان بقوله إنه في التعداد الذي أجراه البريطانيون عند بداية الانتداب في العام 1922 أُجري في البلاد احصاء حوالي 700 ألف عربي ويؤكد أن البلاد لم تكن فارغة فقط
بل كان فيها اكتظاظ يصل الى 27 نسمة لكل كيلومتر مربع وقد كانت من البلاد المكتظة من بين الدول العربية وكانت الثانية بعد لبنان.
كما يوضح أن زعماء الصـ.ـهيونية عرفوا الواقع كما هو ويشير أن إسرائيل زينغفيل كتب في 1905: “أرض إسرائيل نفسها هي مأهولة”
فيما كتب دافيد بن غوريون في 1918: “أرض اسرائيل ليست أرض خالية من السكان… في غرب الأردن فقط يعيش تقريبا ثلاثة ارباع مليون” أما يوسف حاييم برنر كتب في 1919: “يجب على شبابنا في ارجاء العالم أن يعرفوا الآن الحقيقة عن أرض اسرائيل فهي مسكونة بالعرب “.
ويتابع ” حسب أجـ.ـندة اليمين ” حـ.ـرب الاستقلال ” لم تنته ولم تستكمل بعد على الأقل من ناحية تحديد حـ.ـدودها ولذلك ومن أجل ضمان وجود جماعة مجـ.ـندة لاستكمال هذه العملية هناك حاجة لـ دفعة قوية للأمام بواسطة أساطير حول الصـ.ـراع تميّز بين الحق والباطل.
بين المّحق وغير المحّق،بين الحكيم وغير الحكيم وهذا بالنسبة لهم أمر سهل لأنهم أسـ.ـرى مخـ.ـاوف عميقة.
يعـ.ـانون الأميركيون على سبيل المثال من أساطير كثيرة مزورّة ومن نظريات مؤامرة ولكن دون هذه المخـ.ـاوف “.
شريك فلسطيني
وردا على سؤال حول مقولة ” أعطى إيهود باراك كل شيء وهم يرفـ.ـضون يوضح أرئيلي في كتابه إنه عندما يوجه السؤال هل هناك شريك فإن هذا نصف سؤال لأن السؤال الكامل هو شريك لأي خطة ؟
ويتابع ” بحال سألت السؤال كاملا تستطيع أن تفهم الموقف الفلسطيني في مسيرة أوسلو.
طيلة 71 عاما،منذ تصريح بلفور وحتى 1988 أدار الفلسطينيون حوار تحت عنوان ” حقوقنا المبدئية بـ قولهم ” تم سلب حقنا بتقرير المصـ.ـير”، ولذلك أداروا خطابا عنـ.ـيفا من أجل استعادة هذه الحقوق.
لكنهم وبعدما قد ذلك للنكـ.ـبة وللجـ.ـوء قرروا عام 1988 تغيير توجهاتهم من خطاب الحقوق المبدئية لـ خطاب يقوم على الشرعية الدولية فقبلوا القرار 242 الداعي لانسحـ.ـاب إسرائيل لحـ.ـدود 1967 .
ومن ناحيتهم هذا يعني قيام فلسطين على 22% فقط من البلاد وهذا أكبر تنـ.ـازلاتهم.
ولذا فإن دخولهم مسيرة أوسلو كانت من منطلق الفهم أن الدولة الفلسطينية تقوم على 22% من فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس.
كل من تحدث معهم يدرك أن هذا موقف الحـ.ـد الأدنى ولذا لن نجد فلسطينيا مستعد لقبول أقل من ذلك.
وقد قال قـ.ـادة الاستخـ.ـبارات العسكرية وقتذاك الجـ.ـنرال عاموس مالكا وعاموس غلعاد والجـ.ـنرال افرايم ليفي لـ براك ذلك عدة مرات وشددوا على أن الأرض هي القـ.ـضية الأهم بالنسبة للفلسطينيين وأن موضوع اللاجئين هو مجرد ورقة مساومة لكن براك كان يظن أنه بالإمكان إنـ.ـهاء المفـ.ـاوضات معهم بـ أقل من هذا “.
جهل براك لـ لبّ الصـ.ـراع
ويؤكد أرئيلي أن باراك لم يفهم لب الموضوع مثلما أن أولمرت فهمه في مرحلة متأخرة فقط ولذا عرض الأول في قمة كامب ديفد مقترحا بائسا بـ ضم 11% من الضفة الغربية لـ إسرائيل دون مبادلة أرض والاحتفاظ بريع غور الأردن بيدها.
ويضيف شاؤول ” أراد براك أن يعود ياسر عرفات من كامب ديفد بـ 80-82% فقط من الـ 22% وبناء دولة على هذه المساحة وفي المفـ.ـاوضات طالب بأن يبقى الحـ.ـرم القدسي والبلدة القديمة من القدس تحت السيادة الإسرائيلية وهذا أمر غير ممكن”.
ويؤكد أن براك جاء لـ كامب ديفد من أجل تسوية الصـ.ـراع لكنه ارتكـ.ـب تقريبا كل الأخطاء الممكنة إذ لم يعد طواقم المفـ.ـاوضين بشكل حقيقي ومهني حيث أدار ملف التفـ.ـاوض حول اللاجئين الياكيم روبنشتاين الذي لم يكن واعيا للموضوع.
ويتابع ” قام أحد مساعديني خلال الطيران للولايات المتحدة بتقديم شروحات له ظانا أنه ذاهب لتسوية قضـ.ـية القدس لوحده دون طاقم مفـ.ـاوضات.
وهناك ومع بدء المفـ.ـاوضات اكتشفت البعثة الإسرائيلية أنه لا يوجد من يدير ملف مفـ.ـاوضات القدس ولذا اضـ.ـطرت لاستدعاء رؤوفين مرحاف من معهد القدس في سفرة جوية خاصة، هذا عمل غير جدي “.
مؤتمر كامب ديفيد
ويكشف أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي قد أكدا للجانب الإسرائيلي أن الأوضاع غير مواتية لعقد مؤتمر قمة في كامب ديفد غير أن الإسرائيليين خضـ.ـعوا لـ ضغـ.ـوط إيهود براك حينها.
ويتابع خبير الخرائط الإسرائيلي” وكان بعض مسـ.ـؤولي طاقم المفـ.ـاوضات الإسرائيلي قد جمع براك بـ محمود عباس وقتها الذي أكد له أن الوضع غير مناسب للقمة.
ولذلك فإن مزاعـ.ـم براك لاحقا بأنه قام في كامب ديفد بتمـ.ـزيق القناع عن وجه ياسر عرفات لا أساس لها وهذه مجرد هراء فالمواقف الفلسطينية معروفة لنا.
لقد ظنّ براك أنه بمساعدة بيل كلينتون ومن خلال أجواء القمة سينجح في إخضـ.ـاع ياسر عرفات غير أن التسوية المقترحة من قبل براك كانت بعيدة عن أن تكون مقبولة.
في مؤتمر طابا لاحقا تم تقليص الفجوات بين المواقف لكن براك كان ما زال غير مستعد لقبول معادلة 22% من فلسطين التاريخية.
كذلك عدّل براك موقفه حيال القدس والأغوار لكنه بقي بعيدا ومتأخرا”.
ويتهم أرئيلي براك بالتأثير سلبا على مسار التاريخ وبالفشـ.ـل في إدارة المفـ.ـاوضات مع الفلسطينيين وبشأن رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت الذي تذكره جهات إسرائيلية وكأنه عرض كل شيء على الفلسطينيين
يقول أرئيلي إنه أدرك عدم إمكانية سيطـ.ـرة إسرائيل على كل البلاد وإنه كاد يتفق مع الرئيس عباس على تسوية الصـ.ـراع بعد نقاش حول نسبة تبادل الأراضي مقابل المستوطنات غير أن حكومته سقـ.ـطت بسبب تهم فسـ.ـاد وليس لأن السلطة الفلسطينية رفـ.ـضت إبداء مواقف مرنة.
أسطورة البناء الاستيطاني الأول
ويشير لـ وجود أسطورة أخرى مفادها أن المستوطنين يكملون عمليا ما قام به حزب ” العمل ” من ناحية الاستيطان وأنه حيثما أقيمت مستوطنة جديدة تكون هذه حـ.ـدود إسرائيل.
موضحا أن حـ.ـدود ” أرض إسرائيل الانتدابية ” تم ترسيمها وفق اعتبارات أخرى وليس بفعل الاستيطان عدا مستوطنة ” المطلة ” في أعالي الجليل معتبرا أن ” حـ.ـروب إسرائيل ” خاصة حـ.ـرب 1948 هي التي رسمت هذه الحـ.ـدود.
ويتساءل بالقول : كانت هناك مستوطنات في سيناء فهل بقيت عندما وقعتّ إسرائيل اتفاق سلام مع مصر؟ كذلك في غزة أيضا أخلينا المستوطنات وفي شمال الضفة الغربية كما فعلنا عند انسحـ.ـابنا من سيناء.
ويتابع ” عند توقيع اتفاق دائم حقا مع الفلسطينيين ستتأثر الحـ.ـدود الثابتة بـ المستوطنات ولكن ليس من كلها.
لا من المستوطنات العشوائية والبعيدة بل من تلك القائمة قريبا من الخط الأخضر.
ولكن حتى عندما تحدد هذه المستوطنات الكبرى الحـ.ـدود فإنها لا تضيف دونما واحدا لأن كل اتفاق ملزم بتبادل أراضي دونم مقابل دونم تماما كما فعلنا مع الأردن.
الوحيد الذي اشترى هذه الخـ.ـدعة هو دونالد ترامب الذي اقترح ضم 30% من أراضي الفلسطينيين مقابل 14% ونحن نعلم ما حصل في النهاية”.
حل الدولتين
ويوضح أن الصهـ.ـيونية لا تستطيع إقامة دولة ديمقراطية مع أغلبية يهودية في كل ” أرض إسرائيل ”
مؤكدا بخـ.ـلاف مراقبين كثر أن حل الدولتين ما زال ممكنا بحال تم التوافق على تبادل 4% من الأراضي التي تضم عمليا 80% من المستوطنين.
ويضيف ” هذا لا يشمل مدينة أرئيل القائمة في عمق الضفة الغربية ولذا فإن مشروع الاستيطان فشـ.ـل في تحقيق هدفه السياسي المعلن المتمثل ببناء دولة فلسطينية من خلال مساس بالميزان الديموغرافي أو بالسيـ.ـطرة على الحيز الفلسطيني
ولا ننسى أن الفجوة تتقلص لصالح الفلسطينيين فالزيادة الطبيعية لدى اليهود في تراجع خلال العقود الثلاثة الأخيرة وهناك تراجع كبير في عدد الإسرائيليين الذين ينتقلون لداخل المستوطنات.
ويكاد ميزان الهجرة أن يكون سلبيا اليوم فقبل عقدين ثلاثة كان يصل للبلاد 6000-8000 مهاجر جديد أما اليوم فالعدد 400 فقط كل سنة.
وبخـ.ـلاف مراقبين إسرائيليين كثر يكشف أن هناك نسبة كبيرة من سكان مدينة أرئيل الاستيطانية(20 ألف نسمة) مستعدون للانسحـ.ـاب منها وإخـ.ـلاء بيوتهم مقابل تعويض مالي ملائم.
ويتابع ” لكنني اتفق مع معظم المراقـ.ـبين أنه لا توجد جاهزية سياسية لتسوية الدولتين من جهة إسرائيل وكذلك لا توجد جاهزية جماهيرية ووعيوية لأن الإسرائيليين متأثرون بـ الأساطير التي نحن بصددها في الكتاب.
في إسرائيل ترعى المنظومة السياسية ” خطاب الصـ.ـراع ” بواسطة أساطير وتظهر الاستطلاعات أنه كلما انخفض معدل عمر الإسرائيليين تنخفض جاهزيتهم لتسوية الدولتين.
ولدى هؤلاء وفي وعيهم السياسي لا تجد مصطلحات كـ ” الوجود المشترك ” و ” اتفاقات سلام ” فهم بخـ.ـلاف الجيل السابق الذي شهد توقيع اتفاق سلام مع مصر ومع الأردن.
سبق وتطرق الباحثان الإسرائيليان دانئيل بارطال وعران هالبرين إلى المعيقات النفسية وقلة الإنسانية المنسوبة للخصم وقلة الشـ.ـرعية المنسوبة لمطالبه وكل هذه أنتجت هنا وعيا جماهيريا لا يسمح اليوم بـ تغيير.
موضحا أن الدراسات تدلل أن الأخبار الكـ.ـاذبة تنتشر بسرعة تبلغ ستة أضعاف انتشار الأخبار الصحيحة ولكن يمكن مواجـ.ـهة ذلك بحال نجحنا بطرح قيم مهمة مقابل الكـ.ـذب أمام الإسرائيليين كـ الديموقراطية أو الثقافة مقابل الجهل بعدما تحولنا من مجتمع مثقف محب للاستطلاع لمجتمع يقدّس ويشجّع الجهل. هذه مسيرة ممكنة وتحتاج للوقت”.
أنصاف حقائق
شاؤول أرئيلي الذي شغل عدة مناصب عسكرية مهمة منها السكرتير العسكري لرئيس الحكومة تحول لـ داعية سلام يقول إنه وصل لقناعة بضرورة التغيير وتوقيع اتفاق سلام حقيقي مع الفلسطينيين
وأن 90% من رجال الأمـ.ـن سابقا وصلوا هم أيضا لهذا الاستنتاج بأن تسوية الدولتين ممكن وهي لا تهّـ.ـدد إسرائيل وعلى ما يبدو يعي هؤلاء محدودية القوة وأثمان استمرار الصـ.ـراع الذي ينبغي تسويته.
ويضيف ” الجيل القادم من الضـ.ـباط كثيرون منه متدينون ولكن الأغلبية ما زالت من العلمانيين.
ويؤكد أرئيلي أنه حان الوقت لأن يتحرر الإسرائيليون من عملية التأريخ المجنّدة الخاصة بالجيل الصـ.ـهيوني المؤسّس وللكشف أمام الجيل الشاب اليوم الحقيقة بكل ما فيها من أعطال وأنصاف حقائق
منوها أن هذه الغاية من كتابه الجديد وعن ذلك يشدد بأنه لا يريد زعـ.ـزعة الرواية الصهـ.ـيونية ويتابع ” أنا أقل تفاؤلا اليوم في ظل التوجهات السائدة التي توقفنا عندها.
أخفاء الحقيقة، تسييس عدة مجالات، المساس بالديموقراطية، قلة الفضول الفكري.
أخشـ.ـى أن نسددّ ثمنا باهظا على ذلك وآمل أن لا نبقى نكتب تاريخ ما يحدث بدلا من التأثير عليه فلدينا عائلات وأولاد وأحفاد نريد لهم أن يترعرعوا هنا”.