أخبار اليوم

آيادي إيران العـ.ـابثة.. كيف تحولت العراق لحقل ألغـ.ـام

آيادي إيران العـ.ـابثة.. كيف تحولت العراق لحقل ألغـ.ـام

العراق هي العمق الاستراتيجي لسورية من جهة، وبوابة إيران للمتوسط من جهة ثانية، لعب تكوينها العرقي والديني دوراً كبيراً في تفتيتها وجعلها بيئة مناسبة للتمدد الإيراني، على حساب الاستقرار العام.

عملت إيران منذ أيام صدام حسين على زرع خـ.ـلايا نـ.ـائمة في العراق، وبالرغم من العـ.ـداء التاريخي بين الأكراد والإيرانيين، إلا أنها تمكنت من اخـ.ـتراق العمق الكردي الجغرافي تحت قـ.ـوة السـ.ـلاح مرة، ولإنشاء تحـ.ـالفات كرة اخرى.

فبمحاذاة الأراضي الكردية أنشأت الملـ.ـيشيـ.ـات الإيرانية ممرات علينة لها وصولاً للأراضي السورية، وتعتبر هذه الممرات بمثابة شريان الحياة للمخططات الإيرانية في الإقليم.

ولضمان سيطـ.ـرتها على العراق تمركزت إيران في أهم شريانيين عراقيين الموصل والبصرة، مستـ.ـغلة التغـ.ـاضي الدولي عن التطـ.ـهير الذي تتـ.ـعرض له المناطق السنية من جهة، ووجود عمـ.ـلائها السياسيين من جهة أخرى، ناهيك عن سيطـ.ـرتها الاقتصادية عن العراق.

الموصل

الموصل تلك المدينة العريقة التي عملت إيران على تحـ.ـشيد الملـ.ـيشيـ.ـات الشيـ.ـعية الإيرانية والعراقية الموالية لإيران المزروعة في الجـ.ـيش الإيراني، من أجل “تحـ.ـريرها” من قبـ.ـضة تنظـ.ـيم الدولـ.ـة، لكن سرعان ما عمدت إيران إلى احتـ.ـلالها ومحو معالمها السنيّة بالكامل.

وبعد أن كانت الموصل المدينة العراقية العريقية، والأنيقة شُرد سكانها وعاش من بقي منهم في المدينة تحت رحمة الملـ.ـيشيـ.ـات الإيرانية، وحسينـ.ـياتها التي انتشرت فيها.

قامت إيران وبقـ.ـوة السـ.ـلاح والسـ.ـلطة في مركز صنع القرار العراقي، بتحويل ملكية أكثر من 200 مسجد تاريخي سني للوقف الشيعي، وما زالت العديد من المنشآت الموصلية التاريخية تحت تجاذبات الملكية سنية مرة وشيعية مرة، وفق أسلوب ممنهج.

تأتي أهمية الموصل في ربطها بين سوريا والعراق بطرق سهلة بالنسبة للمشاة أو الآليات، ما يعطي إيران خطـ.ـوط إمداد برية لقـ.ـواتها التي اتخذت من الحـ.ـدود السورية العراقية نقطة انطلاق لها نحو جنوب لبنان، ودمشق وحدود الجولان السوري المحـ.ـتل.

تحمل مدينة الموصل في شمال العراق، موقعًا ووزنًا استراتيجيًّا وبُعدًا جيوسياسيًّا مهمًّا، يتعلق خصوصًا بما يحدث من توازنات بمحيطها القريب والمتوسط على مستوى الاستراتيجيات الإيرانية والتركية فضلًا عن الدولية.

قام “دا.عـ.ـش” بعملية تدمـ.ـير وسحـ.ـق الموروث الثقافي والمعماري للموصل، منذ السيـ.ـطرة عليها عام 2014، ثم تأتي مرحلة ما بعد “دا.عـ.ـش” منذ عام 2017، لتعمِّق هذا التد.مير، على أيدي قـ.ـوى سياسية وإدارية وكيانات مسلـ.ـحة متنـ.ـفذة تحظى بـ(شرعية) حكومية هذه المرة.

البصرة جنوبي العراق

قبل الموصل في أقصى الشمال الغربي للعراق، وصلت الملـ.ـيشيـ.ـات الإيرانية للبصرة الميناء العراقي الحيوي والمطل على الخليج العربي، ومنها بدءت حرب الموانئ في الخليج.

هـ.ـددت المليـ.ـشيـ.ـات الإيرانية الملاحة العالمية في 2019، وكادت أن تتسبب بانـ.ـدلاع مواجـ.ـهة بحرية، بعد معـ.ـركة السفن ولي الذراع مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية.

وبالرغم من أن أهل البصر ينتمون للمذهب الشيعي في غالبيتهم، إلا أنهم معـ.ـارضون للتواجد الإيراني، وخرج الأهالي منذ عامين بمـ.ـظاهرات  مناهـ.ـضة للوجود الإيراني في البصرة وللتدخل الإيراني في السياسة العراقية، وما زالت المظـ.ـاهرات إلى الآن ورح ضحيتها المئات.

وبدء الاحتـ.ـلال الإيراني للمدينة عن طريق الحسينيات والمراكز الخيرية، التي باتت بـ.ـؤراً مكـ.ـروهة للشعب العراقي هناك.

هذا الاحتـ.ـلال للمدينة التي تبعد (560 كيلومترًا جنوب بغداد)، برمج له منذ عهد روح الله الخميني، منذ تقلده زمام الأمور في إيران، واتضحت معالم الاحتلال خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988).

وتطرقت شخصيات عراقية في مقابلات أجرتها «الشرق الأوسط» إلى انتشار استخدام اللغة الفارسية في البصرة، وقالوا أن ذلك بات أمرًا طبيعيًا، وانعكاسًا للدور الثقافي الذي لعبته المدارس ودور الأيتام والمؤسسات التي تعنون باعتبارها (خيرية)، وهي في الحقيقة إيرانية مغزاها احتـ.ـلال المدينة.

إن النفـ.ـوذ الإيراني في العراق لم يكن نابعاً من قـ.ـوة إيران فحسب، بل نتيجة الظروف والمتغيرات الداخلية العراقية والإقليمية والدولية، وقد استـ.ـغلتـ.ـها إيران ورقة ضـ.ـغط تستخدمها بوجه أهل السنة في العراق، وإن دورها في العراق كان سبباً في عـ.ـزل العراق عن حاضنته العربية والإسلامية.

وقد استطاعت إيران من خلال حلفائها الشيعة أن تسيـ.ـطر على العراق من خلال إستراتيجيات عدة أهمها: إيصال حلفائها من الساسة الشيعة في العراق إلى السلطة وصناعة القرار ودعمهم للبقاء في سدة الحكم.

والثانية تتلخص في تجربتهم الشعبية العسـ.ـكرية المتمثلة بالملـ.ـيشيـ.ـات ومنها المنضوية تحت لافتة «الحشد الشعبي»، والتي جعلتهم سيـ.ـفاً مسـ.ـلطـ.ـاً على رقاب أهل السنة، وحولتهم إلى جـ.ـنود يدافـ.ـعون عن أمن إيران بصورة غير مباشرة بزعم أنهم يقاتلون دفاعاً عن أراضيهم، فضلاً عن توغـ.ـلها داخل المجتمع العراقي بوسائل شتى منها: دينية ومذهبية واقتصادية وأخرى اجتماعية.

دوافع النـ.ـفوذ الإيراني في العراق:

البحث عن متنفس إقليمي، يكون منفذها إلى العالم الإسلامي، لأنها تعاني من عزلة ثقافية تقف حائلاً بينها وبين هدفها في ما يسمى بــ«تصدير الثـ.ـورة»، وأن الأز.مة الأمنـ.ـية في العراق تجعلها متخوّفة من امتدادها إلى داخل إيران وعرقلة «تصدير ثـ.ـور.تها».

توظيف الحـ.ـرب على الإ.رهـ.ـاب الذي فسح لها المجال لإحداث مجـ.ـازر بأهل السنة لم يسبق لها مثيل، وتشريـ.ـدهم وتخـ.ـريب مناطقهم، بغطاء دولي تحت ما يسمى «مكافحة الإرهـ.ـاب»، وهو في الحقيقة استئـ.ـصال لأهل السنة، فها هي ترسّخ نفوذها في العراق، وتحاول تغيير صورتها من متهمة بدعم الإرهـ.ـاب إلى شريك في محاربته.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى