أخبار اليوم

مكالمة من السفارة الأمريكية وتحرك أردني للكشف عن مؤامـ.ـرة تستهـ.ـدف المملكة

مكالمة من السفارة الأمريكية وتحرك أردني للكشف عن مؤامـ.ـرة تستهـ.ـدف المملكة

أخبار اليوم

فريق التحرير

نشرت صحيفة “الغارديان” فجر اليوم الخميس تقريرا أعده مارتن شولوف ومايكل صافي قالا فيه إن “الفتـ.ـنة” المزعـ.ـومة داخل العائلة الهاشمية الحاكمة في الأردن كانت تقف وراءها قوى خارجية تهـ.ـدف لإعادة تشكيل المنطقة.

وتحت عنوان “هل حاول حلفاء الأردن القريبون الإطــ.احة بالملك عبدالله؟”، قال الكاتبان إن مكالمة هاتفية هـ.ـزت الحكومة الأردنية في الأسبوع الثاني من شهر آذار/مارس هذا العام.

واتصلت السفارة الأمريكية في عمان بمدير المخـ.ـابرات العامة الأردنية، طالبة مقابلة من أجل أمر عاجل يتعلق بالأمـ.ـن القومي.

ودهش مسـ.ـؤولو المخـ.ـابرات من الطلب، وقيل لهم إن المخـ.ـاطر تتخمر في البلد وقد تتحول إلى خـ.ـطر على العرش الهاشمي قريبا.

وقامت المخـ.ـابرات الأردنية سريعا بتحويل مصادرها المتعددة باتجاه أهم الأمراء وهو الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، الذي شـ.ـك الأمريكيون بأنه يقود مؤامـ.ـرة ويعبئ أنصاره.

وبحلول نيسان/إبريل قام المسـ.ـؤولون بوضع الأمير حمزة تحت الإقامة الجـ.ـبرية واتهـ.ـموه علنا بالتآمـ.ـر للإطـ.ـاحة بالملك.

وتقول الصحيفة: “في الوقت الذي يواجه فيه متآمـ.ـران المحكمة فإن الصورة الأوسع عن الأسابيع الثلاثة التي هـ.ـزت العائلة المالكة بدأت بالظهور”.

وحصل محامو الإدعاء على أشرطة تنصت على مكالمات هاتفية سجلت المحادثات والتي ستحدد الأدلة حول الفتـ.ـنة، ضـ.ـد كل من باسم عوض الله المستشار السابق للملك عبد الله والشريف حسن بن زيد، أحد أقارب الملك.

ويقول المراسلان إن الخـ.ـلاف العائلي تغذّى من قوى خارجية.

فالأعمال المزعـ.ـومة التي قام بها الأمير حمزة والمتآمـ.ـران المتهـ.ـمان ينظر إليها على أنها جزء من مؤامـ.ـرة أوسع غذاها حلفاء الأردن الأقرب

وربما عـ.ـرّضت العرش الأردني للخطـ.ـر لو فاز دونالد ترامب بولاية ثانية كرئيس للولايات المتحدة.

وفي الوقت الذي تراجعت فيه مخـ.ـاطر فترة ترامب الثانية، فإن تداعيات محاولاته لإعادة رسم خريطة إسرائيل وفلسطين عبر خطته التي أطـ.ـلق عليها “صفقة القرن” بدأت تتضح.

وعبر المسـ.ـؤولون في إدارة جوزيف بايدن الذين أعادوا النهج التقليدي للتعامل الدبلوماسي مع المنطقة، عن مخـ.ـاوفهم من تمـ.ـزق المصالح الأردنية لو فاز ترامب بولاية ثانية ولكانت قيادة المملكة ضحية من ضـ.ـحايا خطته.

ويتحدث المسـ.ـؤولون في المنطقة عن إمكانية وجود رابط بين أفعال الأمير حمزة التي وصفها المسـ.ـؤولون في عمان بالفـ.ـتنة وليس انقـ.ـلابا والنهج الذي حركه صهر ومستشار الرئيس ترامب، جاريد كوشنر وبدعم من أصدقائه في المنطقة.

وتركزت الاتهـ.ـامات للأمير حمزة على تحركاته خلال ثلاثة أحداث: وفاة سبعة أشخاص في مستشفى السلط بشهر آذار/مارس بسبب نقص الأوكسجين والإهمـ.ـال، وذكرى معـ.ـركة الكرامة بين الجـ.ـيش الأردني والمقـ.ـاومة الفلسطينية مع الجـ.ـيش الإسرائيلي عام 1968، وولادة حركة الشباب الأردني قبل عقد تقريبا.

وقال مسـ.ـؤول بارز “جاء الأمير حمزة إلى السلط وكنا نعرف أنه يخطط مع مساعديه لعمل قضـ.ـية” و”من ثم تحولت الأمور من أفكار مجردة إلى أمر أكثر تماسكا وتنظيما.

وكانت هناك خطابات محفزة واستخدام للأساليب مثل التأثير على المعنويات وطرق للتركيز على مصـ.ـاعب الناس”.

وتكشف المكالمات التي تم التنصت عليها واستمعت إليها “الغارديان” عن تنسيق بين الأمير حمزة والشريف حسن.

وعادة ما تحدث الرجلان بالإنكليزية وأشار إلى “برو” (الأخ) باسم عوض الله.

وتقول الصحيفة إن كوشنر والأمير محمد بن سلمان برزا بشكل واسع في الأيام الأولى لإدارة ترامب في المشهد الإقليمي وعبرا عن استعداد للجمع بين القوة السياسية والمصالح التجارية.

ونظر كل منهما لنفسه على أنه عامل تغيير وكـ.ـسر للحـ.ـواجز من خلال الإكـ.ـراه والاستفـ.ـزاز ورفـ.ـض الحلفاء الذين رفـ.ـضوا القبول بمطالبهم.

ووصلت العلاقة الوثيقة المنيعة والتعاون الأمـ.ـني بين الولايات المتحدة والأردن التي تم بناؤها على مدى نصف قرن، إلى نقطة الانهـ.ـيار في فترة ترامب الأولى، وذلك حسب مسـ.ـؤولين أردنيين.

وبخاصة أن البيت الأبيض نفذ سياساته في الشرق الأوسط عبر مجموعة من الموالين الذين اختارهم، ووهمّش المسـ.ـؤولين الذين تعامل عادة الأردن معهم.

وكان من بين خطط إدارة ترامب الأولى، محاولة عقد سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، عبر تحطـ.ـيم كل القواعد التي غطت محادثات السلام عبر العقود الماضية وكـ.ـسرت كل التفاهمات حول طبيعة الحل النهائي وشكله.

ورغم تأثر الأردن بالخطة لكن عمان لم تعرف أي شيء عن ملامحها حتى إعلانها في بداية 2019.

وعندما تم الكشف عنها شعر الأردنيون بالمخـ.ـاطر القـ.ـاتلة من النوايا المضمنة حول التشارك في الحرم الشريف بالقدس والذي تعتبر العائلة الهاشمية وصية عليه منذ عام 1924.

وبعيدا عن هذا فقد رفـ.ـضت الخطة الكثير من النقاط المهمة في محادثات السلام ووافقت على ضم إسرائيل لـ 30% من الضفة الغربية ووادي الأردن ورفـ.ـض المطلب الرئيسي للفلسطينيين عن القدس الشرقية كعاصمة لدولتهم.

وكان العرض غير مقبول للأردن لدرجة حـ.ـذر فيها رئيس الوزراء في حينه عمر الرزاز أن معاهدة السلام الاردنية – الإسرائيلية باتت في خـ.ـطر.

وتعتبر رعاية الأماكن المقدسة في القدس جزءا من الشـ.ـرعية للعائلة الهاشمية وهي سابقة على نشوء دولة إسرائيل.

وعلق مسؤول أمريكي “التشارك في الحرم الشريف بين السعوديين والإسرائيليين هو أمر فكرت به بالتأكيد (إدارة ترامب)” و”كانوا في حالة يائسة لتحقيق هذا ولم يتوانوا عن ابتـ.ـزاز الصديق والعـ.ـدو.

بالنسبة للإمارات كانت أف-35، أما السودانيون فهي شطبهم عن قائمة الإرهـ.ـاب.

وكانت الجائزة للبلدين هي الرعاية الأمريكية والخبرة الفنية الإسرائيلية”.

وبحلول منتصف عام 2020 كان الملك عبد الله يتعرض لضـ.ـغوط متزايدة من الرياح السيئة القادمة من واشنطن والريح الباردة القادمة عبر الحـ.ـدود من السعودية.

اعتمد الأردن على البلدين، دعم أمريكا الأجهزة الأمـ.ـنية والسعودية القطاع العام.

وعبرت السعودية بشكل سـ.ـري عن عدم رضاها من موقف الأردن الرافـ.ـض للموافقة على سياسة ترامب في الشرق الأوسط، حسب مســ.ـؤولين أردنيين وسعوديين.

فخطة كوشنر كانت كفيلة بفتح الطريق أمام دور مركزي للسعودية في المنطقة التي أعيد تشكيلها وتعبيد الطريق أمام سلام مع إسرائيل.

وقال مسـ.ـؤول إقليمي بارز إن “رفـ.ـض الشرق الأوسط الجديد عنى انهـ.ـيار كل الخطة” و”من جهة أخرى فقد كان البعض مستعدا لدعم الصيغة”.

وزادت الضغـ.ـوط من أجل تحقيق صفقة في الأيام الأخيرة من ترامب.

لكن تحـ.ـدي الأردن ورفـ.ـضه أغضـ.ـب كوشنر وبن سلمان الذي لم يكن راضيا عن تردد الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقال رجل أعمال سعودي مرتبط بالعائلة السعودية عن القيادة الأردنية “نظر إليهم كاللبنانيين” “يأخذون كثيرا ولا يعطون شيئا

لكن النظام الجديد كان يريد العودة للاستثمار وارتبط في التفكير هذا مع كوشنر”.

وفي الوقت الذي ازدهرت فيه علاقة كوشنر مع بن سلمان، عادة في النقاشات الليلية بخيمة في الصحراء السعودية، تطورت علاقة باسم عوض الله مع الرياض.

كوزير سابق للمالية في الأردن انضم إلى لجنة مبادرة استثمار المستقبل في الرياض عام 2019، وكان معروفا من الشخصيات البارزة في الرياض لدوره الآخر كمبعوث أردني للسعودية.

ومع رحيل ترامب بقي عماد واحد من صفقة القرن المسطحة: السعودية التي حاول ولي عهدها إخراج الأردن من العـ.ـزلة.

فبعد اعتـ.ـقال عوض الله في 3 نيسان/إبريل، سافر وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إلى عمان للقاء المسـ.ـؤولين الأردنيين.

وكان الأمير حمزة تحت الإقامة الجبـ.ـرية، حيث لا يزال، وفهمت “الغارديان” أن فرحان طلب الإفراج عن عوض ولكن طلبه رفـ.ـض.

لكن السعودية قالت إن زيارة فرحان كانت للتعبير عن التضامن مع الأردن، وفي ذلك الوقت كانت المخـ.ـابرات الأردنية العامة تدرس وتحلل مئات المكالمات الهاتفية التي تم التنصت عليها منذ 15 آذار/مارس.

وقال المسـ.ـؤولون الأردنيون إنه في الوقت الذي قام فيه الشريف حسن بالاتصال مع السفارة (حيث تفهم الغارديان أنها السفارة الأمريكية في عمان) بحثا عن دعم للأمير حمزة، وهو ما قاد السفارة للتحـ.ـذير والبحث عن طرق لمعرفة ما يحدث.

وقال مصدر أمـ.ـني إقليمي “النتيجة هي أن ترامب خسـ.ـر وانهـ.ـار كل شيء” و”لو أعيد انتخابه لرأينا منطقة مختلفة”.

إلا أن المسـ.ـؤولين الأردنيين لم يكونوا راغبين بمناقشة جانبا أجنبيا للمؤامرة ورفـ.ـضوا تأكيد تلقيهم تحـ.ـذيرات من السفارة الأمريكية في عمان.

لكنهم يشعرون بالراحة أن الإدارة الجديدة أعادت العلاقات الأمـ.ـنية التقليدية والتي انتـ.ـهكت تحت إدارة ترامب.

ولكن المسـ.ـؤولين قالوا للغارديان إن الأشهر الأخيرة من عام 2020 شهدت محاولات من الإدارة البحث عن استشارة يمكن من خلالها تخفيض التمويل للأردن والذي لا يحتاج لموافقة الكونغرس وبدون مناقشة، لكن عمان نجت من قطـ.ـع التمويل.

وبعد دخول بايدن البيت الأبيض تنفس قادة الأردن الصعداء وفضلوا عدم الحديث عن الإطـ.ـاحة بالملك عبد الله إن كانت هناك محاولة من صديقين مقربين له.

وعوضا عن ذلك يفضلون التركيز على البعد المحلي للمؤامرة.

فالمكالمات التي تم اعتـ.ـراضها والتنصت عليها تكشف رغبة المنظمين أن ينحصر الاتصال مع المسـ.ـؤولين العسكريين بسبعة أشخاص وأن لا تزيد المقابلات مع قـ.ـادة العشائر عن 15 زعـ.ـيما.

و”بالإضافة لذلك، فلم يكونوا ينفذون نهجا منظما يعمل على بناء إجماع شرق أردني فقط بل وجذب الفلسطينيين كجزء من الديمغرافية الأردنية”.

ومع أن المسـ.ـؤولين الأردنيين يرفـ.ـضون الانجرار للحديث عن دور سعودي، إلا أن الترتيبات الثنائية على ما يفهم قد توقفت في الوقت الذي تم فيه الكشف عن المؤامـ.ـرة.

ففي كل خريف، يأتي الجراد من السعودية وينطلق إلى شمال الأردن وسوريا ولبنان.

وعادة ما يأتي الجراد على ثلاث موجات، وتم وضع نظام تحـ.ـذير لمنح المزارعين الاردنيين الفرصة لحماية محاصيلهم، وفي هذا العام لم يحصل تحـ.ـذير.

المصدر: القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى