أخبار اليوم

صمـ.ـدت 188 مرة أمام جرافات الاحتـ.ـلال.. هذه القرية التي هـ.ـزت إسرائيل

صمـ.ـدت 188 مرة أمام جرافات الاحتـ.ـلال.. هذه القرية التي هـ.ـزت إسرائيل

أخبار اليوم

فريق التحرير

من منتصف القرن الماضي وحتى اليوم يسعى الاحـ.ـتلال الإسرائيلي إلى تهـ.ـويد فلسطين بأكملها، مئات المجـ.ـازر والحـ.ـروب خاضها في سبيل تحقيق هذا الهـ.ـدف.

هجّـ.ـرت إسرائيل ملايين الفلسطينيين من أراضيهم ومنازلهم إلى المجهـ.ـول، هـ.ــد.مت آلاف وآلاف المنازل والقرى، ومسـ.ـحت بلدات بأكملها من الأرض لكنها ما تزال صامدة في عقول أبنائها إلى الآن، ففلسطين حق والحق لا يضيع.

أمام هذه الهـ.ـجمة الإسرائيلية الشـ.ـرسة عل كل ما هو فلسيطيني هناك بلدة صغيرة في العمق الفلسطيني هـ.ـزت الكيان وحافظت على هويتها أمام هجـ.ـماته المتتالية.

نحو 20 عائلة فقط من الفقراء صمـ.ـدوا أمام أعـ.ـتى المخططات العالمية لمحو فلسطين، صـ.ـمدت أكثر من بلدان ودول تخلت عن المبدأ ودارت في فلك المحـ.ـتل.

هـ.ــد.مت السلطات الإسرائيلية اليوم الثلاثاء، قرية “العراقيب” الفلسطينية، الواقعة في منطقة النقب (جنوب) للمرة الـ188 على التوالي.

وقال عزيز الطوري، عضو “اللجنة المحلية للدفـ.ـاع عن العراقيب” (أهلية) إن السلطات الإسرائيلية “هـ.ـد.مت اليوم قرية العراقيب للمرة الـ 188”.

وجدد الطوري التأكيد على أن الأهالي سيعيدون بناء قريتهم، ومنازل “العراقيب” مبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح، وتقطنها 22 عائلة.

وهـ.ـد.مت السلطات الإسرائيلية القرية للمرة الأولى، في يوليو/ تموز 2010، ومنذ ذلك الحين تعود لهـ.ـد.مها في كل مرة يقوم السكان بإعادة بنائها.

ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بقرية العراقيب، ولكن سكانها يصرّون على البقاء على أرضهم رغم الهـ.ـد.م المتكرر لها.

وفي تقرير سابق، قالت منظمة “ذاكرات” التي تضم ناشطين إسرائيليين (يهـ.ـودا وعربا) وتؤرخ للنـ.ـكبة الفلسطينية عام 1948، إن العراقيب أقيمت للمرة الأولى في فترة الحكم العثماني على أراضٍ اشتراها السكان.

وذكرت المنظمة أن السلطات تعمل على طـ.ـرد سكان القرية، بهـ.ـدف السيطرة على أراضيهم، مشيرة إلى أن إسرائيل لا تعترف بعشرات القرى الأخرى في منطقة النقب، وترفـ.ـض تقديم أي خدمات لها.

النقب شوكة في حلق المحـ.ـتل

العراقيب هي واحدة من 54 قرية فلسطينية بدوية في قضـ.ـاء بئر السبع، تعتبرها حكومة الاحتـ.ـلال الإسرائيلي “غير مرخّصة”؛ ما وضع المجتمعات الفلسطينية البدوية في صـ.ـراع مع حكومة الاحـ.ـتلال بشأن ملكية الأراضي والحق في السكن منذ سنة 1948.

وتسعى سلطات الاحتـ.ـلال، منذ 1948، إلى تركيز البدو في ثلاث بلدات.

ويقدر أن 13 ألف فلسطيني بدوي تقريباً من أصل 90 ألفاً بقوا ضمن المناطق الفلسطينية المحتـ.ـلة عند قيام دولة الاحتـ.ـلال سنة 1948.

وفي وقت لاحق نُقِل الكثيرون قـسـ.ـراً إلى منطقة تغطي مساحة 1.5 مليون دونم في شمال شرق بئر السبع، وهي معروفة بمنطقة الســ.ياج، وتقع فيها بعض قرى البدو.

ما يراه المختصون بالشأن الفلسطيني أن مخططاً إسرائيلياً يقضـ.ـي بالسيـ.ـطرة على كامل أراضي النقب لأهميتها

وهو جزء من المخطط القـ.ـاضي بالاستـ.ـيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية، مؤكدين أهمية مواصلة نضـ.ـال سكان هذه القرية وصمـ.ـودهم.

ويرافق صمـ.ـود العراقيب دور الإعلام في تسليط الضوء بكثافة على هذه القضـ.ـية، فضلاً عن دور الجهات الرسمية وغير الرسمية الفلسطينية في تدويل هذه القضـ.ـية.

الباحث في الشأن الفلسطيني الصحفي محمد وتد، يقول في حديثه لـ”الخليج أونلاين” إن هـ.ـد.م سلـ.ـطات الاحتـ.ـلال لقرية العراقيب للمرة الـ188 “يأتي في سياق مخطط المؤسسة الإسرائيلية لوضع اليد على صحراء النقب”.

وأضاف أن وضع اليد على النقب بالكامل يأتي من خلال مصادرة نحو 800 ألف دونم بملكية بدو النقب، الذين يقطنون في عشرات القرى مسلـ.ـوبة الاعتراف

يسكنها نحو 120 ألفاً من البدو، تصر “إسرائيل” على هـ.ـد.مها وتشـ.ـريد قاطنيها وتجميعهم ضمن 8 قرى ومدن ثابتة.

“وتد” يشير إلى أن استهـ.ـداف القرية المتكرر “بسبب موقعها الاستراتيجي الذي يشكل حلقة وصل ما بين قطاع غزة والضفة الغربية، ولقرب القرية من التجمعات السكنية الإسرائيلية جنوبي البلاد”.

وأكد لـ”الخليج أونلاين” أن “إخـ.ـلاء العراقيب يساعد إسرائيل في مخططاتها لتهـ.ـويد النقب وتكثيف الاستيطان، ومنـ.ـع خلق أي تواصل جغرافي بين الضفة والقطاع”.

وفي ظل المخطط الإسرائيلي لتكثيف الاستيطان وتهـ.ـويد وعسكـ.ـرة النقب، وتفريغها من فلسطينيي 48 وتجميعهم فوق 200 ألف دونم من أصل مليون دونم بملكيتهم الخاصة -يقول وتد- تتواصل معـ.ـركة الأرض والمسكن في صحراء النقب.

اغتـ.ـيال المدينة

يرتبط التاريخ الفلسطيني ارتباطاً وثيقاً بتاريخ المدن الفلسطينيّة، فقد كانت مدناً مثل حيفا وعا ويافا فيما ما مضى مدناً مهمة جداً في تاريخ الفلسطينيين، وكانت مراكز ثقافية واقتصادية أساسية في فلسطين والعالم العربي عامةً.

لكن خلال نكـ.ـبة عام 1984، قامت إسرائيل بعملية تطـ.ـهير عــ.ـرقي ضـ.ـد الشعب الفلسطيني وهجـ.ـرت غالبية السكان الفلسطينيين إلى خارج البلاد أو حشروا في المدن  الفلسطينية المخلتفة ضمن ما يسمى بـ “غيتـ.ـوهات”.

عندها تلقت الثقافة الفلسطينية العريقة ضـ.ـربة قـ.ـاسـية هـ.ـدفها تد.مير هذه الثقافة الفلسطينية العريقة وحضارتها.

قبل قيام دولة إسرائيل، كانت المدن الفلسطينية ومنها مدينة يافا من أهم المدن الفلسطينية، إذ تمثل مركز التجارة في فلسطين، فمنذ العصور القديمة، كان ميناء يافا البوابة الرئيسية للبحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى ازدهار العديد من المشاريع التجارية والاقتصادية الناجحة في هذه المدينة في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

واشتهرت يافا بزراعة البرتقال وتصديره، وإنتاج جميع أنواع المواد الاستهلاكية، مثل الصابون وزيت الزيتون، كما كانت مطابعها تنشر معظم الصحف والكتب الفلسطينية.

لقد كانت مدينة يافا حيوية وثرّة ومزدهرة.

ويدحـ.ـض ازدهار المدن الفلسطينية الرواية الإسرائيلية المفبـ.ـركة التي اد.عت أن فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.

بل على العكس، فقد تبوأت هذه المدن طليعة مراكز الثقافة والحضارة العربية، وهذه الحقائق تبطل الخـ.ـرافة الإسرائيلية التي ادعت أن تأسيس دولة يهـ.ـودية في قلب العالم العربي سيؤدي إلى تطور المنطقة وتحضُّرها.

وسعى الصـ.ـهاينة، بعد عمليات التطـ.ـهير العـ.ـرقي التي ارتكـ.ـبوها بحق الشعب الفلسطيني، إلى تد.مير هوية مدنهم، بهـ.ـدف القضـ.ـاء على التراث الثقافي الفلسطيني.

عندما احتـ.ـل الصـ.ـهاينة مدينتي يافا وحيفا في نيسان عام 1948، وكانتا تحت الانتـ.ـداب البريطاني، هجـ.ـروا غالبية المواطنين الفلسطينيين إلى خارج المدينتين.

أما العائلات الفلسطينية القليلة التي بقيت، فقد حشرت في مناطق مغلقة وبنيت حولها أسلاك شائكة وكأنها سجـ.ـن، كما يروي القصة المؤرخ الفلسطيني عادل مناع.

وفي ليلة وضحاها، توقفت الحياة في مدينة يافا، قلب فلسطين، ومنـ.ـع التجار من الوصول إلى محالهم، ومنـ.ـعت العائلات الفلسطينية من العودة إلى منازلها التي استـ.ـولى عليها الإسرائيليون ونهـ.ـبوها.

روّجت إسرائيل أمام العالم أن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب وبلا ثقافة، وأن اللاجئين الفلسطينيين سيرحلون بسهولة للبلدان العربية المجاورة، وبذلك تخـ.ـتفي الثقافة والحضارة الفلسطينية بسلاسة.

من الصـ.ـعب، أو ربما المسـ.ـتحيل، استرجاع الثقافة الفلسطينية من دون المدن الفلسطينية التاريخية؛ فمعظم الفلسطينيين في الوقت الحاضر ولدوا بعد عام 1948، ولذلك، ليست لديهم أي ذاكرة شخصية تربطهم بتاريخ بلدهم وحضارته، سوى تلك القصص التي تتناقلها الأجيال جيلاً بعد آخر، كما أن معظم المدن الفلسطينية العريقة أصبحت الآن مدناً إسرائيلية.

وبالرغم من الاحتـ.ـلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية، إلا أنه يمكن العثور اليوم على بعض آثار التراث الفلسطيني العريق.

وتثبت تلك الآثار القليلة الباقية لتاريخ فلسطين، للعالم بأسـ.ـره، عراقة الثقافة الفلسطينية ورقيها، حتى وإن مُسـ.ـحت هذه الدولة عن خريطة العالم، كما تثبت أن التراث الفلسطيني أعظم من أن يزول، حتى لو مُحيت هوية المدن الفلسطينية التي ولد وازدهر فيها.

بالرغم من كون غالبية الفلسطينيين اليوم ولدوا في المهجر ولم يزوروا أرضهم نهائياً إلاّ أنّ الد.م الفلسطيني الحر يجري في عروقهم، لم تتمكن سنوات الغربة وقسـ.ـوتها من تغيره في د.مائهم.

أثبت الفلسطينيون داخل وخارج فلسطين تمسكهم بحقهم في دولتهم فلقد أحيوا تراثهم بطرق وفنون مختلفة أوصلت القصة الحقيقية لآلاف البشر الذين قرروا مساندة عدالة قضـ.ـيتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى