غدر بهم.. هاجروا إلى أوروبا فوجدوا أنفسهم على الشواطئ السورية

باتت أووربا حلم السوريين وغيرهم من العرب الهاربين من جحيم أوطانهم إلى الفردوس المنشود وراء البحار، لكن ليس كل الطرق توصل إلى الطاحون، فبعضها يغدر ويلتف ليرجع إلى الخلف الذي حاول الفارون جاهدين لتركه بعد أن دفعوا كل ما يملكون من مال.
قال أحد السوريين إن مجموعة من أقربائه غادرت شواطئ بيروت متجهة إلى الجزر اليونانية بداية الأسبوع الحالي، ليتلقى منهم اتصالاً ويخبروه أنهم قبالة الشواطئ السورية وهم خائفون جداً.
وبحسب “فائز” الشاب السوري الذي كلمنا من بيروت فإن مجموعة الشبان السوريين الهاربين من جحيم النزوح في لبنان، اتفقوا مع أحد المهربين الذي أمنّ لهم قارباً خشبياً صغيراً وزودهم بالوقود وبخريطة للطرق البحرية، على أنّ يوصلهم لمنتصف الطريق ويكملوا وحدهم بينما سيرجع هو مع أصدقائه للشواطئ اللبنانية، قام بإيصالهم للشواطئ السورية.
وبالتحديد ميناء بانياس الذي تتمركز فيه القوات الروسية والسورية، وقال فائز بأن أخبار قريبه قد انقطعت تماماً بينما لم يجرؤ هو على متابعة “المهرب” بسبب الوضع الأمني المخيف في لبنان، حيث تسيطر مليشيات حزب الله على المنطقة من جهة ومن جهة ثانية هناك تعامل سيء من قبل كثير من اللبنانيين مع اللاجئين السوريين.
ويعاني السوريون في لبنان من معاملة سيئة للغاية، فكثيرة هي الجرائم التي يرتكبها لبنانيون بحق السوريين هناك، دون سبب أو بسبب تافه دون أن بلقى اللبناني العقوبة الموازية للجريمة من قبل المحاكم اللبنانية غالباً.
وليست البطالة فقط أسوأ ما يواجهه السوريون في لبنان، لكن النظرة الفوقية والشعور بالإستعلاء إضافة لعصبية الإنتماء الأسري أو العشائري أو الطائفي دور كبير في تأجيج المشاعر السلبية اتجاه التواجد السوري في لبنان.
ويرى كثيرون أن السبب الأساسي وراء ذلك يرجع إلى كثرة الطوائف والإنتماءات في لبنان الذي يعاني أصلاً من التمزق الطائفي والحزبي من جهة، وبسبب قوة السطوة السورية داخل الأجهزة الأمنية لبنانية إلى اليوم بشكل مباشر أو غير مباشر عن طريق المليشيات الداعمة للأسد، كما أن الآلام الكبيرة التي خلفها جيش الأسد في نفوس اللبنانيين ما زالت توجد نوعاً من العنصرية السلوكية اتجاه الشعب السوري الهارب من جحيم بلاده.
بينما يقول آخرون أن الأوضاع الاقتصادية السئية في لبنان والتي تتجه نحو الهاوية إضافة لأزمة كورونا هي ما تجعل الأمور أكثر سوء بالنسبة للسوريين هناك.
وبحسب سوريين فإن هذه الحادثة ليست الفريدة من نوعها ففي عام 2013 عمد أحد –المهربين- بجمع شبان سوريين لتهريبهم إلى المياه الإقليمية ومنها إلى الشواطئ الأوروبية، إلى تسليمهم لخفر السواحل السوري، وما زال مصيرهم إلى اليوم مجهولاً.