أخبار اليوم

لأول مرة.. الكلمات الأخيرة للبشير قبل السقوط

لأول مرة.. الكلمات الأخيرة للبشير قبل السقوط

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

لم يكن يجول ببال رجال “عمر البشير” أن المظـ.ـاهرات التي عمت الخرطوم ستطيح بالرئيس، إلاّ بعد أن سمعوا من “البشير” عبارة “اقتـ.ـلوهم”، وما تلاها من تصرفات مستـ.ـبدة للبشير اتجاههم.

هذا ما رواه  “محمد حمدان دقلو” والمعروف بـ “حميدتي” لصحيفة الشرق الأوسط، والتي بدورها نشرت كلام حميدتي على موقعها اليوم الخميس.

وتقول الصحيفة في عددها الصادر اليوم:

يروي دقلو تلك اللحظات الصعبة قائلاً: “في 9 أبريل ذهبت ومعي القائد حميدتي لمقابلة البشير، فوجدناه في أشد حالات الغضب، وحين سأله حميدتي عن الحل رد: اقتـ.ـلوهم، فهناك فتوى تبيح قتـ.ـل ثلث الشعب، بل فتوى أكثر تشـ.ـدداً تبيح قـ.ـتل نصفهم، ليعيش الباقون”. وتابع دقلو: “استعذنا بالله في دواخلنا من ثقل مثل هذا القول، وبعد أن خرجنا اتفقنا على حماية المتظـ.ـاهرين، لكننا لم نقرر تسلم السلطة، بل تركنا الأمر للجـ.ـيش أو الأمن أو من يتحرك أولاً، مع تأكيد أهمية وجودنا لحماية المعتـ.ـصمين”.

يوضح دقلو أنهم في بداية الأمر اتفقوا على أن يتولى مدير جهاز الأمـ.ـن صلاح قوش مواجهة البشير، وأن حميدتي قال له: “أنت رئيس الجهاز، اذهب للبشير وأبلغه أن الشعب لن يرجع، وعليه أن يتنحى، فَرَاقَ له القول لأنه كان يلعب على الحبلين”.

.وتابع دقلو في حديثه للشرق الأوسط: “لا أدري ما إن كان قوش قد التقى البشير أم لا، لكنه عاد إلى الاجتماع مرتبكاً، وردّد مرتين: (لن أخون الرئيس… لن أخون الرئيس)”.

بعد نهاية الاجتماع توجه كل من حميدتي وعبد الرحيم إلى مكتب وزير الدفـ.ـاع عوض بن عوف، فأبلغه حميدتي بأن الرئيس طلب منه قتـ.ـل المتـ.ـظاهرين، وقال له إنه لن يفعل ذلك، وبالتالي صار من المهم إطاحته.

فردّ عليه ابن عوف قائلاً: “إن الرئيس مسح بكرامتنا الأرض أنا وكمال عبد المعروف (رئيس هيئة الأركان)، وطلب منّا ذات الطلب (قتـ.ـل المتظاهرين)، ولو وافقتم على تغييره نحن معكم”.

يقول دقلو: “اتفقنا على تغيير النظام نحن الأربعة عوض بن عوف (وزير الدفاع) وكمال عبد المعروف (رئيس هيئة الأركان) وحميدتي وشخصي، ثم دخل علينا صلاح قوش، فعاجله ابن عوف بأننا قررنا تنحية الرئيس، فأبدى موافقته على الفور، وبالطبع لا يستطيع أن يرفـ.ـض، لأن الخيارات أمامه إما أن يُسـ.ـجن وإما أن يكون جزءاً من العملية”.

وتابعت الشرق الأوسط في نقلها عن دقلو قوله: “خيَّم الصمت على الجميع، ثم علا صوت ابن عوف قائلاً إنه قدم النصح للحكومة قبل فوات الأوان، فعاجله حميدتي وطلب منه بصفته نائب الرئيس ووزيراً للدفاع بكتابة البيان، تردد قليلاً ثم وافق، وطلب من كمال عبد المعروف تسمية أعضاء المجلس العسكري.

يقول دقلو أيضاً مساء نفس اليوم التقينا مع رئيس جهاز الأمن في مكتبه، ووجدنا معه نائبه جلال الشيخ الذي قال: (خلاص غيّرتو الرئيس، الشارع لن يقبل ابن عوف رئيساً للمجلس العسكري)، فردّ عليه حميدتي: (إذا الشارع سيرفـ.ـضه من الأفضل أن نغيّره الآن قبل أن يذيع البيان الأول)، فسأل الشيخ عن البديل، فأجابه حميدتي: (نرشح قوش)، فردّ الشيخ: (أنا وقوش قتـ.ـلنا الناس… ومكاننا السـ.ـجن)، فعاجله حميدتي: (يا بطـ.ـش… مش قلت ليك زمان ما تبطـ.ـش)! ثم قال: (نرشح كمال عبد المعروف إذن) رغم كرا.هية عبد المعروف الشديدة لقوات (الدعم السريع).

وتابع دقلو: “اتجهنا لمكتب كمال عبد المعروف، ولحق بنا صلاح قوش، فأبلغه حميدتي بأن الأوضاع تقول إن الشارع لن يقبل ابن عوف رئيساً، لذلك قررنا أن تكون أنت الرئيس، فوافق على الفور.

ثم ذهبنا لمكتب عوض ابن عوف، فأبلغه حميدتي بأننا قد استبدلناه لأن الشارع لن يقبل به، فصمت الرجل لدقيقتين ثم مد يديه الاثنتين رافضاً بالقول: (إلاّ تقيدوني وترموني مع البشير)، وتابع: (اتركوا الشارع يقرر ذلك).

 

وفي يوم 11 أبريل أذاع ابن عوف بيان تسلم السـ.ـلطة واحتـ.ـجاز البشير، ولكن سرعان ما رفض الشارع ابن عوف قبل مرور 24 ساعة.

يقول دقلو: “ابن عوف اتصل بحميدتي وأبلغه بتنـ.ـحيه عن الرئاسة مشتـ.ـرطاً ألّا يأتي كمال عبد المعروف رئيساً، ثم اقترح عليه عبد الفتاح البرهان بديلاً عنه، فوافقنا عليه، وتم إعلان المجلس العسكري الانتقالي”.

حال البشير بعد الانقلاب

بحسب كلام “حميدتي” الذي مقلته صحيفة الشرق الأوسط فإن؛

بعد تنحية البشير تم التحفظ عليه في قصر الضيافة، ثم أشرف على نقله من بيت الضيافة إلى سجـ.ـن كوبر عبد الرحيم دقلو، وقال: “دخلت البيت وتسلمنا منه المفاتيح وقام بفتح الخزائن، فعثرنا فيها على مبالغ كبيرة باليورو والدولار والجنيه السوداني، ومستندات حكومية، وقبل أن نأخذه إلى السجن، طلب مني البشير السماح له بالذهاب إلى منزله لأخذ دوائه، لكني رفضت طلبه”.

وبذلك انتهت حقبة حكم البشير للسودان والتي استمرت نحو 30 عام، بقرار لم يتطلب اتخاذه أكثر من 3 ساعات.

الشرق الأوسط وأخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى