ابني لا يأكل وأنا أبكي خوفاً عليه ماذا أفعل؟

غالباً ما نسمع هذه العبارة من الأمهات وخاصة اللواتي يمارسن هذا الدور المهم للمرة الأولى، عزيزتي الأم عليك أن تكوني هائة وحكيمة في أي رد فعل تقومين به مع طفلك، فأنت اليوم في موقع القيادة، والأمر بسيط يتطلب صبر وهدوء وبرودة أعصاب.
بداية تفقدي الوضع الصحي لطفلك، فغالباً يرفض الطفل الرضاعة سواء الطبيعية أو الصناعية في حال كان يعاني من مشاكل مرضية مثل؛ انسداد الأنف والذي يعيقه من الرضاعة باستمرار، كما أن التهاب الحلق واللوزتين يمنع الطفل من الرضاعة لأن الرضاعة تسبب له ألم كبير، وربما تكون الأسنان هي السبب.
هذه أهم الأسباب التي تمنع طفلك من الرضاعة وعلى كل حال فلست أنت من يشخص الحالة وإنما الطبيب.
لو كان طفلك أكبر من مرحلة الرضاعة أو في مرحلة الرضاعة أيضاً لكنه يرفض الطعام دون وجود أي سبب مرضي، فعليكي أن تتأكدي من نشاطه أولاً، ويؤكد المختصون أن الطفل الذي لا يأكل لكنه يحافظ على مستواه النشاطي هو طفل طبيعي ولا يمر بأي أزمة تستوجب القلق، كما يوصي الأطباء بعدم إرغام الطفل على الأكل لأنه لن يستفيد من الطعام الذي يؤكله بشكل قصري، ومن الطبيعي جداً أن يطلب الطفل الطعام في حالة الجوع، وتختلف نسبة تحمل الجوع من طفل لآخر، المهم أن تراقبي نشاطه وحركته.
كما هو معروف فالأطفال يقلدون آباءهم وأمهاتهم في كل شيء، فمن الجيد لو شارك الآباء أطفالهم الطعام أو أجلسَه على المائدة مع العائلة، سيتشجع لتناول الطعام عندما يرى جميع أفراد الأسرة يأكلون، وإن لم يتشجع بذلك لأن أفراد الأسرة أكبر منه سناً ويرى الكثير من الاختلافات بينهم وبين نفسه، جربي أن تدعي أصدقاءه لتناول الطعام، فمن المعروف أن الأطفال عندما يجتمعون يقلدون بعضهم البعض، أو اجعلي وقت الطعام وقت مرح ولعب وضحك، لكن احذري من ترفقي الطعام بمشاهدة الهاتف الجوال هذا سيدخل طفلك في مشكلة الإدمان على المشاهدة.
من الهام أن تثني عن الطعام أثناء إطعامك لطفلك بأن تتذوقيه وتقولي بأنه لذيذ جداً، أو طعمه حلو، فهذا سيشجع طفلكِ على تذوقه أيضاً.
من الأفضل تنظيم مواعيد الطعام، من فطور وغداء وعشاء، فهكذا سيتعتاد جسمه على تناول الطعام في هذه الأوقات وسيشعر بالجوع ويطلب الطعام بنفسه، وينصح بإضافة وجبتين خفيفتين بين الفطور والغذاء، وبين الغداء والعشاء، وألا تكون وجبة العشاء دسمة. حضري له نوعين مختلفين من الطعام، كي لا يمل من الطعم نفسه، واستخدمي عدة أنواع من الخضار ليكون ملوناً أكثر، فالأطفال يحبون الألوان، ومن المفيد لو جعلتِ الطعام كلعبة بأن تذكري له لون الطعام الذي تطعميه إياه، فسيتعلم الألوان أيضاً، وربما يفضل أكل ما يعجبه لونه.
دعي طفلك يساعدك أو يشاهدك وأنت تحضري الطعام أخبريه بكل الخطوات التي تقومي بها واستشيريه وخذي برأيه، كما أنه من الممتع أن تحضري الطعام بطريقة ملفتة وجميلة.