
سرّ سلاح الأسد الكيماوي
من أين حصل الأسد على السلاح الكيماوي الذي خنق فيه السوريون؟
من الذي ساعد الأسد للحصول على السلاح الخانق؟
هذه الأسئلة التي راودت السوريون طيلة السنوات الثمانية المنقضية، منذ أن قَتل كيماوي الأسد أطفال غوطتي دمشق، وحتى آخر نفس انقطع من أطفال الشمال السوري.
وكشفت أشهر صحف بريطانيا السر الذي لم تعلق عليه الولايات المتحدة الأمريكية، ولأجله وصلت لسوريا بعثات دولية، تعهد بعدها الأسد بالتخلص من السلاح الكيماوي الذي أنكر وجوده في سوريا.
قالت صحيفة “التايمز” البريطانية في أحدث تقاريرها عن الوضع السوري، إن أحد أبرز علماء الأسلحة الكيمياوية السوريين عمل سرا لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA مدة 14 عاماً.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته أمس الاثنين، أن هذا العميل كشف تفاصيل عن البرنامج السوري السري لتطوير غاز السارين، وغازات أعصاب أخرى قاتلة، وفقا لكتاب جديد صدر حديثا، لافتة إلى أن العميل المعروف لدى CIA باسم “الكيميائي”، قد بدأ مهمته السرية في عام 1988، ولم يكشف حتى عام 2001، عندما نجحت مخابرات النظام السوري في الوصول إليه، وفضح الأمر.
وقرأت الصحيفة المنتشرة في كل أنحاء العالم تفاصيل أسرار السارين السوري القاتل من كتاب “الخط الأحمر”، للمؤلف الأمريكي “جوبي واريك” الذي يعمل كاتباً في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية.
وجاء في الكتاب أن تطوير غاز السارين وسموم كيميائية أخرى كان يتم في منشأة سرية تدعى “معهد 3000″، الذي يقع في مجمع شديد الحراسة بالقرب من العاصمة السورية دمشق، إلا أنه لم يكن مكاناً سرياً بالنسبة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، بعد قيام “الجاسوس السوري” بالكشف عن جميع التفاصيل لضابط استخباراتي أميركي كان يقوم بتشغيله.
وكان الجاسوس السوري الذي عرف باسم “الصيدلي” عميلاً مزدوجاً يعمل لصالح المخابرات السورية ولصالح وكالة الاستخبارات الأمريكية التي كانت على علم بكل شيء بينما كانت المخابرات السورية لا تعلم شيئاً، لذلك انتقمت من “الصيدلي” الذي كانت تفتخر فيه وتعتبره كنزاً وطنياً.
وبحسب الكتاب، فإن العالم السوري البارز، المعروف باسم “أيمن”، كان عرض خدماته على الولايات المتحدة عندما كان مشاركاً في مؤتمر أوروبي، وبعد أشهر تواصل معه ضابط من المخابرات الأميركية، حيث كشف له تفاصيل برنامج “الشاكوش”، والذي اضطلع بتصنيع سموم قاتلة يتم تركيبها على رؤوس صواريخ.
كما قالت المعلومات الواردة في كتاب “الخط الأحمر” نهاية سوداء للرجل “أيمن” أو الملقب بـ “الصيدلي”، إن نجحت مخابرات الأسد وبعدما نجحت في كشف أمر “أيمن” الذي اعترف بتعامله مع المخابرات الأمريكة، أعدمته بالرصاص عام 2001، وبعد نحو 11 عام من إعدامه احتاجت لاختراعاته واستخدمتها في خنق السوريين المنتفضين ضده، بينما سمح الأسد لأسرة أيمن بالخروج خارج سوريا بعد إعدامه بوقت قصير.
ووثّقت لجنة التحقيق بشأن سوريا منذ عام 2013، أكثر من 39 هجوماً، وانضمت سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيمياوية في شهر أيلول عام 2013 بضغط من روسيا بعد هجوم دموي بالأسلحة الكيمياوية اتُهمت دمشق بالوقوف وراءه، وبحلول آب 2014، أعلن النظام تدمير كامل ترسانته الكيمياوية، إلا أن هذا الإعلان عن المخزون الكيمياوي ومواقع إنتاج الأسلحة ظل محل نزاع.