أمومة ومراهقة

تعرف إلى أفضل الطرق للرد على أسئلة طفلك “الجـ.ـنسية” بحسب الخبراء 👦👧

تعرف إلى أفضل الطرق للرد على أسئلة طفلك “الجـ.ـنسية” بحسب الخبراء 👦👧

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

تواجه المجتمعات العربية حرجا في موضوع التربية الجـ.ـنسية للأطفال بشكل عام، ويغدو التعاطي معه من “التابوهات” شبه المحـ.ـرمة، وعليه يلجأ الأطفال الذكور للحصول على إجابات تساؤلاتهم حول ذلك من مصادر أخرى قد تكون غير آمنة، أما الفتيات فتضطر إلى التعامل معه بشكل فردي، خـ.ـوفًا من إطـ.ـلاق الأحكام الاجتماعيّة بحقهن.

الاستشارية التربوية والأسرية نورا نحاس رأت أنه قد آن أوان مجـ.ـابهة تحديات التربية الجـ.ـنسية ولم يعد مجديا دفـ.ـن رؤوسنا في الرمال وأضافت أن “أخطـ.ـر ما يتعرض له أطفالنا هو اضطـ.ـرارهم للحصول على هذه المعلومة من الإنترنت أو الشارع”.

أما المستشار التربوي عماد حجازي فأكد ضرورة تعامل الآباء والأمهات مع أسئلة أطفالهم حول الجـ.ـنس “بشكل إيجابي وموضوعي وواقعي مع ضرورة إعطاء إجابات للأسئلة التي دائماً تثـ.ـير فضول الأطفال ويزداد تركيزهم عليها أكثر حينما يتهـ.ـرب أو يرا.وغ الوالدين في الإجابة عليها”.

وأضاف حجازي: “على الوالدين تحضير ردود مناسبة لأولادهم وإتاحة الفرصة لأولادهم للسؤال وإشباع فضولهم نحو تلك الموضوعات بشكل هادئ ومتزن”.

ويشدد التربيون على ضرورة التصرف بذكاء مع تصرفات الأطفال في بداية استكشاف أعـ.ـضائهم التنـ.ـاسلية، والتحدث إلى الطفل على انفراد لتوضيح ما يلتبس عليه، إلى جانب ضرورة مراقبة مصادر معرفته مثل التلفاز وما يصلح له أن يشاهده من عدمه.

وتقول نحاس إن التربية الجـ.ـنسية السليمة تبدأ من سن الرضاعة، وينصح الخبراء بضرورة إبعاد الرضع من غرفة الوالدين خاصة منفصلة خصوصا في أوقات لقاءاتهما الحـ.ـميمية.

وتتابع: “هذا يجنبنا كتيرا من المتاعب فيما بعد لأن رؤية أي مشهد غير طبيعي أو سماع أي صوت يحفر بالذاكرة ويفتح استفهامات غير منتهية”.

وتتابع: “حين يكبر الطفل قليلا نعلمه حـ.ـدود العـ.ـورة والأماكن الحـ.ـساسة والخاصة التي يجب عدم كشـ.ـفها وعدم السماح للآخرين بلمسها، وتنصح عند الرد على أسئلة الأطفال الجـ.ـنسية بتبسيط الإجابات بحيث تناسب عمره وفهمه، وتحذر مما وصفته بالطريقة “المقـ.ـززة” لبعض الآباء في الإجابة عن أسئلة أطفالهم.

وأكدت: “الأفضل أن نتحدث عن العـ.ـورة والمناطق الخاصة بطريقة مؤدبة وطبية أكثر منها اجتماعية. حتى تصل المعلومة لأطفالنا دون استدراجنا لأسئلة أخرى لا تنتهي”

وأضافت “حين يبدأ الطفل بالتعرف على نفسه علينا أن لا ننهـ.ـره بطريقة مرعبة، هذا يشعره بالفضـ.ـول الزائد أو ربما تحول الأمر عنده للخـ.ـجل المرضي مع الأيام”.

وأكدت نحاس أنه “عندما يصل الأطفال لعمر السابعة يفضل الفصل بين الذكور والإناث كما في الحديث (وفرقوا بينهم في المضـ.ـاجع) وفي هذا العمر يفضل تعليمهم آداب الاستئذان وعدم خلـ.ـع الملابس أمام أحد والاستحـ.ـمام لوحدهم دون مساعدة حتى الأبوين.

وفرق المستشار التربوي حجازي في التوعية الجـ.ـنسية قائلا إن “التوعية الجـ.ـنسية تختلف من سن لآخر باختلاف حاجات وإدراك كل طفل؛ فبينما تكون لطفل من عمر سنة حتى 5 سنوات مرتبطة بمعرفة حـ.ـدود العـ.ـورة ومعنى الستر وحماية جسده، نركز مع الطفل من عمر 6 سنوات حتى 10 سنوات على آداب الاستئذان ونجيب على أسئلته المتعلقة بكيفية وجوده في الحياة والخلق وكذلك التركيز على بناء الهوية الجـ.ـنسية والتأكيد على مفهوم الأنـ.ـوثة والذكـ.ـورة.

ونتحدث مع طفل فوق العاشرة عن البلـ.ـوغ وعلاماته ونغرس فيه قيم العفة وغض البصر وآداب وأحكام التعامل مع الجـ.ـنس الآخر”.

ويضيف حجازي: “التهيئة أو الإعداد لمرحلة البلوغ ومرحـ.ـلة المراهـ.ـقة لابد أن يأخذها الأهل بعين الاعتبار على شكلين “أحدهما علمي يتناول شرح التغيرات التي سيمرون بها بأسلوب علمي ومبسط وواضح، بما شمل علامات البلوغ وشـ.ـروطه، وكيفية عمل الغدد الجـ.ـنسية والتنـ.ـاسلية والهرمونات المسـ.ـؤولة عن البلوغ، والآخر شـ.ـرعي يتناول أحكام الغسل والطهارة والحـ.ـيض”.

أما نحاس فتقول “في مرحلة المراهـ.ـقة الأولى علينا أن نمهد لمرحلة البـ.ـلوغ ونشرح لهم كيفية حصول ذلك بشكل طبي وممنهج وتعريفهم أنها عملية طبيعية.

وأضافت: “والأفضل في سن المراهقة الوسطى والأخيرة شرح أضـ.ـرار العـ.ـادة السـ.ـرية وضرورة الاستعـ.ـفاف وغـ.ـض البصر وملء الفراغ بأشياء مفيدة لتفادي التفكير بالغريزة بشكل مفـ.ـرط .

ومن الجميل بهذه المرحلة المحافظة على العلاقة الطيبة بيننا وبين أبنائنا، لإنها هي السـ.ـلاح الوحيد لمكـ.ـافحة أي جـ.ـنوح للانحـ.ـراف، ومن ثم ننجح في أن نكون المصدر الأول والآمن لمعلوماتهم الجـ.ـنسية”.

من هو المسـ.ـؤول عن تثقيف الطفل جـ.ـنسيّاً؟

تقع مسـ.ـؤولية تثقيف الطفل جـ.ـنسياً بشكل أوّلي على عاتق الأهل، لذلك على الآباء والأمهات أن يكونوا على استعداد كامل للتعامل مع الفضول الجـ.ـنسي لاطفالهم لأن ذلك يحدّد موقف الأبناء من الجـ.ـنس. لتأتي المدرسة في المرتبة الثانية، إضافة الى دور المجتمع والمحيط في تكوين الأفكار والمعلومات المتعلقة بالموضوع الجـ.ـنسيّ عند الطفل.

كيف تكون الثقافة الجـ.ـنسية للطفل؟

إن الثقافة الجـ.ـنسية للطفل لا تعني التحدّث عن العلاقة بحدّ ذاتها وبتفاصيلها، بل بكيفية الحفاظ على أعـ.ـضاء الجسم وعدم السماح لأحد بلمسها، فضلاً عن تثقـ.ـيف الأطفال بالتغيرات التي ستطرأ على أجسادهم في مرحلة البـ.ـلوغ.

فوائد تثقيف الطفل جـ.ـنسيّاً

التربية الجـ.ـنسية الملائمة لمستوى نموّ الطفل لا تضرّه ولا تصـ.ـد.مه، بل تزوّده بمعلومات ضرورية، وبكيفية تحديد المسافة المناسبة بينه وبين الآخرين.

مع الإشارة الى أن عدم وعي الأمهات حول أهمية التثقيف الجـ.ـنسي للأطفال، يؤدّي إلى ظهور بعض المشـ.ـاكل الجـ.ـنسيّة لديهم. ومن الضروري حماية أطفالنا وتحصينهم من خلال تقديم الإرشادات الجـ.ـنسية المناسبة والضرورية، تجـ.ـنباً لحصولهم على معلومات جـ.ـنسية قد تكون خاطئة أو غير مناسبة لمرحلة الطفل العمرية، ما قد ينعكس سلباً عليهم.

كيف يتمّ تثقيف الطفل عند بدء وعيه جـ.ـنسياً؟

– أول طريقة يتم فيها تثقيف الطفل جـ.ـنسياً من خلال تعليمه الاستئذان قبل الدخول على الوالدين في أوقات القيلولة والنوم.

– من المهم تدريب الطفل وتلقينه كيف يتعرف على اللمسات التي يتعرض لها في حياته، مع ضرورة تحذير الطفل من أن يتم لمس الأماكن الحـ.ـساسة له من قبل أي شخص والإخبار عن ذلك حال وقوعه.

– لترسخ المفاهيم الجـ..ـنسية في ذهن الطفل على الأم استخدام أسلوب القصص والحكاية واللجوء إلى تفاسير بسيطة قريبة من فهم الأطفال

– من المهم التزام الصراحة والهدوء أثناء الإجابة على أسئلة الطفل الجـ.ـنسية وتجـ.ـنب الانفعال.

كيف نوعّي الأطفال بالتحـ.ـرش الجـ.ـنسي تحديدا؟

بالإضافة إلى توعية الأطفال بضرورة الحفاظ على خصوصيتهم وأن لأجسادهم حـ.ـرمة، يجب تنبيههم إلى سلوكيات التحـ.ـرش الجـ.ـنسي وأشكالها المتعددة على وجه الخصوص، وألا يكتفي الأهالي بالتحـ.ـذير من الأمر لمرة واحدة، بل يجب الاستمرار في التوعية.

صحيح أنه من البديهي أن يتحدث الأهالي مع أطفالهم حيال اللمـ.ـسات السـ.ـيئة، وأن الأطفال قد يشعرون بالخـ.ـزي أو الخـ.ـوف، ولكن التأكيد على أن اللمسة السـ.ـيئة لا تُثـ.ـير بالضرورة شعورا سـ.ـيئا هو أمر مهم، فالشعور الجـ.ـنسي للأطفال موجود، وقد تُثيـ..ـرهم لمسات المتحـ.ـرش وأن هناك احتمالا بالشعور بالمـ.ـتعة، سواء كانت متـ.ـعة جسدية أم متعة إثبات الذات، لذلك فإن التنبيه على أن اللمسة السـ.ـيئة ستظل سيـ.ـئة مهما كان شعور الطفل حيالها.

اخلقوا مساحة آمنة من الثقة والحوار

عند تعليم الأطفال أن هناك مساحة من الخصوصية التي يجب على الجميع احترامها، من المهم أن نخبره أنه يملك مساحة آمنة يتحرك فيها، وأن له أشخاصا موثوقين في كل مكان، المنزل والنادي والمدرسة وأي مكان يرتاده بصفة دورية، هؤلاء الأشخاص يستطيع اللجوء إليهم في حالة تعـ.ـرضه لأي خطـ.ـر من أي نوع، أي إن هؤلاء الأشخاص أنفسهم مصدر ثقة.

علّموا أطفالكم أنهم يستطيعون قول كلمة “لا” إن شعروا بالخطـ.ــر وعدم الأمـ.ـان، وأنهم يستطيعون رفـ.ـض المطلوب منهم في أي موقف يشعرون فيه بعدم الارتياح، مهما كانت الشخصية التي تطلب منهم فعليهم ألا يخـ.ـافوا من العواقب، حتى في حال تقدم أحد أولئك الأشخاص بالشـ.ـكوى.

وبالرغم من تحدث الأهالي باستمرار الدائم مع أطفالهم حول هذا الأمر وتوعيتهم، وبالتالي ما يبني عليه الأهالي من ظن أن الأطفال باتوا في مساحة آمنة يستطيع معها الطفل التحرك بحرية مطلقة، فإن هذا الأمر ليس حقيقيا، فعلى الأغلب إن واجه الطفل موقفا مثل هذا لن يتوجه إليك مباشرة بالكلام، بل لن يكون رده مباشرا وواضحا من المرة الأولى.

كونك شخصا آمنا بالنسبة للطفل هذا لا يعني أن يدفعه ذلك للتحدث من تلقاء نفسه، بل يعني استعداده النفسي للبـ.ـوح بأسراره ومشاكله إن سُئل بطريقة تلائمه، لذا فالمتابعة اليومية مع الطفل ومعرفة أحداث يومه ومن يُصادق وأين ذهب للعب تُعد أمورا ضرورية.

ويجدر هنا الإشارة إلى نقطة تحـ.ـذيرية، حيث ينبغي للأهالي تجنب إشعار أطفالهم بأنهم محاصـ.ـرون بالأسئلة المتعـ.ـاقبة، بل اجعلوا الأسئلة عامة وبادروا أنتم أيضا بوصف ما حدث في يومكم، فلا تدفع تلك الأسئلة حينها لأن يفـ.ـزع الطفل من الحـ.ـصار، خاصة في حال كنتم في حالة شـ.ـك أنه ضحـ.ـية لواقعة تحـ.ـرش جـ.ـنسي.

المصدر: عربي 21 ووكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى