ترجمة

“ما هكذا تُورد يا سعد الإبل”.. شاهد قصة هذا المثل

منوعات وطرائف

2 فبراير، 2022

2 1023 دقائق

“ما هكذا تُورد يا سعد الإبل”.. شاهد قصة هذا المثل

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

الأمثال موروث ثقافي تشترك به الشعوب قاطبة، ويعتمد في البدئ على حادثة حقيقية تلخص تجربة عملية ثم تتناقل النتيجة والحكمة من هذه التجربة وقد تنسى الحادثة الأساسية.

ومن بين تلك الأمثال في اللغة العربية وثقافة العرب: ما هكذا تورد الإبل، أو ما هكذا تورد يا سعد الإبل.. فما قصة هذا المثل ومن هو زيد؟

تدور أحداثُ هذا المثل حول شخصٍ يُدعى سعد، وهو سعدٌ بن زيد مناة بن تميم، شاعرٌ وفارسٌ جاهليٌّ قديم، وُلد سنة 360م، وكان لسعدٍ ثلاث زوجاتٍ هنّ: أم صعصعة أبي عامرٍ من بني تغلب، ورُهم بنت الخزرج من بني كلب، وسلمى بنت مالك بن غنم من بني أسد.

وكان سعدٌ يعمل في رعي الأغنام وليس له خبرة ترعي الإبل وحاجياتها والتعامل معها، وكان له أخٌ يعمل في رعي الأغنام أيضًا وتوريد الإبل ولكنّه كان أمهر من سعدٍ في مهنته ويتقن التعامل مع الإبل، وكان يدعى: مالك بن زيد مناة.

وفي يومٍ من الأيام قرر مالكٌ أن يتزوج، وبعد زواجه انشغل بأمور زوجته ومنزله الجديد، وتولّى سعدٌ عمل أخيه، فقام برعاية أغنامه وتوريدِ إبله، ولكنّه لم يكن بمهارة أخيه، ولم يُحسن التعامل معها مثله، ولم يرفق بها كرفقه، وعندما عاد أخوه من إجازته رأى ما فعل سعدٌ مع الإبل.

فقال هذا البيت الشعري الذي أصبح مثلا واجتزئ منه مَثَلُنا: أوردها سعدٌ وسعد مشتمل.. ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل.

ودارت جملة: ما هكذا تورد يا سعدُ الإبل على ألسنة النّاس، وأصبحت مضرب مثلٍ في الشخص الذي يقوم بأداء عملٍ ما بطريقةٍ خاطئة، فتنبيهًا له يُقال ذلك المثل.

ويضرب هذا المثل لمن لا يتقن عمله ويرديه على الوجه المطلوب، ولمن يسرع في تأدية عمله دون أن يهتم بالجودة والإتقان، ومالك بن زيد مناة بن تميم، وكان آبَلَ أهل زمانه، أي أعرفهم بالإبل وطريقة التعامل معها والعناية بها..

وبعض النّاس ينقل بيت الشعر كاملاً كمضرب مثلٍ على الطريقة الخاطئة في التّعامل، وعدم الإتقان.

وإتقان العمل من شيم الناحجين والطموحين فقديما قال المتنبي:

ولم أر في عيوب الناس شيئا.. كنقص القادرين على التمام

ويقول الرسول محمد عليه الصلاة والسلام: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”.

اقرأ أيضا: رغم مرور الزمن ما زلنا نقيس قدرة السيارات بقوة الحصان.. شاهد السبب

هل سألت نفسك يوما لماذا تقاس قدرة السيارات بقوة الحصان؟

عندما نقول إن السيارة تسير بسرعة 100 كم/سا فهذا يعني أنها تقطع مسافة 100كم خلال ساعة واحدة، ولكن ما الذي يعني أن نقول إم هذه السيارة بقوة 150 حصاناً ولماذا اخترنا الحصان وحدة قياس لقوة السيارة؟

الرابط الحقيقي بين وحدة الحصان القوة الميكانيكية جاءت في العام 1763 مع بدء الثورة الصناعية في أوروبا، إذ بدأت المحركات البخارية بالانتشار بشكل واسع، وقام صانع الأدوات الأسكتلندي جيمس واط ببناء أول محرك بخاري متكامل في جامعة جلاسجو.

فقد اخترع وات تعبير “قوة الحصان” كنوع من الدعاية والإعلان عن القدرة الفائقة التي تمتلكها محركاته البخارية، وذلك بالمقارنة مع القدرة التي كانت معروفة لدى الناس آنذاك ألا وهي الخيول.

وقاس واط قدرة جر الحصان لعمل وحدة قياس خاصة بتلك المحركات ليمكن للعامة قياسها ومعرفة الفرق بين المحرك القوي والضعيف، فأجرى دراسة على عدد من الأحصنة والبغال الخاصة بالمزارع، واكتشف أن الحصان الواحد يمكنه إدارة عجلة الطاحونة 144 مرة كل ساعة.

وبالفعل قدر أن الحصان الواحد يمكنه جر ما يقارب 14.7744 كيلوغراما لمسافة متر واحد خلال دقيقة واحدة، وهو الرقم الذي تم تقريبه فيما بعد -للسهولة- إلى 14.968.55 كغم من العمل بالدقيقة الواحدة ليعبر بذلك عن وحدة “قوة الحصان”.

ومن هنا تم اعتماد الحصان كوحدة لقياس أداء المحركات بشكل عام، خصوصا التي تخصص لجر الأشياء، وتحولت إلى وحدة قياس معتمدة من قبل اتحاد مصنعي السيارات الدولي بعد قرنين من حساب جيمس واط لها.

وقد استنبطت هذه الوسيلة من المزارعين الذين استخدموا الحصان لنقل الحمولات والتجول في المناطق، وقد تم اختراعها في نهاية القرن الثامن عشر لقياس قوة محركات البخار التي كانت تستخدم وقتها.

وتقوم هذه الوحدة بقياس قدرة المحرك، فإذا كانت قدرة السيارة 100 حصانا ، فتكون قدرتها بالكليوواط 74.

ولتعلم أن وحدة الأحصنة لا توازي قوة السيارة بالرغم من اعتبارها معيارا اساسيا في هذا الخصوص، اذ أن وزن السيارة يلعب دورا بارزا في معرفة أداء السيارة. ويذكر أن أكثر ما يؤثر على قوة المحرك هو القدرة على الدوران الذي يمثل النقطة الفاصلة بتحديد أداء المحرك.

لم يهتم وات كثيرا بدقة القياس، لكنه سلط الضوء فقط على التحسينات الهائلة في الإنتاجية التي تشجع المشترين لاقتناء أحد محركاته البخارية.

وحقا كانت محركاته أكثر قوة وموثوقية من الخيول. الأمر الذي دفع الناس إلى عدم التدقيق في صحة حساباته، ولا سيما أنه كان عبقريا وحظي باحترام أقرانه لدرجة أنه تم تسمية وحدة “وات” باسمه عام 1882 تقديرا لأعماله ومساعيه الرائدة.

الجزيرة وأخبار اليوم

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى