“ما أغلى من الولد إلّا ولد الولد”.. لماذا يحب الأجداد أحفادهم أكثر من أبنائهم.. إليك التفسير العلمي “فيديو”
2 فبراير، 2022
2 9043 دقائق
“ما أغلى من الولد إلّا ولد الولد”.. لماذا يحب الأجداد أحفادهم أكثر من أبنائهم.. إليك التفسير العلمي “فيديو”
أخبار اليوم ـ منوعات
متابعة وتحرير
في المثل الشعبي الشهير يقولون “أعز من الولد ولد الولد”، أي أن أبناء الأبناء أحبّ إلى النفس من الأبناء أنفسهم.
ويظن البعض أن الأجداد والجدات قد يساهمون أحيانا دون قصد في إفساد الأحفاد من كثرة تدليلهم وتلبية رغباتهم
وأحيانا بسبب تعارض أفكارهم مع النظام التربوي المتبع من قبل الآباء أو بسبب النصائح الصحية القديمة والمؤذية في بعض الأوقات.
وعلى الرغم من ذلك، فإن نتائج الدراسات أثبتت مؤخرا أن الجدات يرتبطن عاطفيا ووجدانيا بأحفادهن أكثر من الارتباط بأولادهن البالغين أنفسهم.
قد يبرر ذلك سبب غيرتك وشعورك أن والدتك مرتبطة عاطفيا وتحب أطفالك أكثر مما تحبك أنت. وقد يفسر أيضا لهفة ولدك لرؤية جدته واستماعه لكلامها وتنفيذ طلباتها أكثر مما قد يستمع لكلامك وتنفيذه أوامرك.
الوجود الإيجابي
وفقا لدراسة نشرت في “بروسيدينغس أوف ذا رويال سوسياتي” (Proceedings of the Royal Society) في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فإن الجدات يشعرن بارتباط وجداني أكبر بأحفادهن أكثر مما يشعرن به مع أطفالهن.
يقول البروفيسور جيمس ريلينج، عالم الأنثروبولوجيا بجامعة إيموري في أتلانتا لصحيفة “يو إس إيه توداي” (USA TODAY) إن “وجود الجدة يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على حياة الحفيد”.
ولفهم الأسس البيولوجية لهذا الارتباط بشكل أفضل، راقب ريلينج وزملاؤه 50 امرأة مع حفيد بيولوجي واحد على الأقل لكل منهن تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاما
واستخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي لفحص عقول هؤلاء الجدات وهن ينظرن إلى صور ذلك الطفل ووالدي الطفل وصور طفل وبالغ آخرين من غير الأقارب.
ركزت الدراسة على مناطق من الدماغ تشارك في التعاطف الوجداني، وكذلك مناطق الدماغ التي تشارك في الحركة والمحاكاة الحركية.
يقول ريلينج “عندما شاهدت الجدات صورا لأحفادهن فقد قمن بتنشيط مناطق الدماغ المرتبطة بالتعاطف الوجداني بشكل خاص
مما يشير إلى أن الجدات قد يكون لديهن استعداد لمشاركة الحالة العاطفية لأحفادهن”.
وفقا لباحثي الدراسة، فإنه عندما يشاهدن هذه الصور لأحفادهن، فإنهن يشعرن حقا بما يشعر به الحفيد.
عندما يعبر الطفل عن فرحه، فإنهن يشعرن بالسعادة. وعندما يعبر الأطفال عن حزنهم أو يبكون، فإنهن يشعرن بهذه الضائقة.
في المقابل، عندما نظرت الجدات إلى صور طفلهن البالغ، تم تنشيط مناطق دماغية مختلفة قليلا، وهي تلك المرتبطة بالتعاطف المعرفي.
وقد يشير هذا إلى أنهن كن يحاولن فهم طفلهن البالغ معرفيا، بدلا من تجربة هذا الارتباط العاطفي المباشر.
يقول ريلينج إن “التعاطف العاطفي هو عندما تكون قادرا على الشعور بما يشعر به شخص آخر
لكن التعاطف المعرفي يحدث عندما تفهم على المستوى المعرفي ما يشعر به شخص آخر ولماذا”.
وكان ريلينج قد أجرى دراسة مماثلة في السابق، نظر فيها الآباء أنفسهم إلى صور أطفالهم.
وقد وجدت الدراسة أن الجدات قد أظهرن، في المتوسط، نشاطا أقوى للدماغ في المناطق المرتبطة بالتعاطف الوجداني والمكافأة
والتحفيز مقارنة بالآباء، على الرغم من وجود بعض الآباء الذين لديهم قدر متساو من التنشيط في هذه المناطق.
وخلصت الدراسة إلى أن النتائج التي تم التوصل إليها تشير بشكل عام إلى أن التعاطف الوجداني قد يكون مكونا رئيسيا في استجابات الأجداد لأحفادهم
وأن الجدات يعتمدن بشكل خاص على الأنظمة العصبية التي تشارك في التعاطف الوجداني عند التعامل مع أحفادهن.
لماذا ترتبط الجدات أكثر بأحفادهن؟
في مقابلات مع الجدات اللاتي شاركن في الدراسة، وجد ريلينج أن العديد من النساء شعرن أنه بإمكانهن أن يكن أكثر حضورا لأحفادهن الآن لأنهن لم يعدن يشعرن بالوقت والضغوط المالية التي تعرضن لها عند تربية أطفالهن.
كما أفاد الكثير منهن بأنهن يستمتعن بالفعل بكونهن جدات أكثر مما استمتعن بكونهن أمهات.
وكانت بعض الدراسات الأخرى قد وجدت أن الجدات تسهل على بناتهن إنجاب المزيد من الأطفال من خلال إعفائهن من بعض المسؤوليات الأبوية
مما يجعل من الممكن أيضا لهؤلاء الأطفال أن يعيشوا أطول من خلال مساعدتهم خلال السنوات الأولى الصعبة من الحياة.
تشير الأبحاث الحديثة كذلك إلى أن وجود جدات يشاركن في تقديم رعاية لها تأثير إيجابي على التطور الإدراكي والحركي الدقيق والاجتماعي للطفولة المبكرة.
ويلعب الأجداد أيضا دورا مهما في التأثير الإيجابي على حياة أحفادهم، فقد وجد بحث من جامعة أكسفورد
أن الأطفال الذين يكبرون مع مستوى عال من مشاركة الأجداد في تربيتهم يعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية أقل.
المصدر : مواقع إلكترونية