لم تتوقع أن يصبح عبد الله ملكاً محبوباً وفعالاً.. الملكة نور التي أعدت ابنها ليكون ملكاً
لم تتوقع أن يصبح عبدالله ملكاً محبوباً وفعالاً.. الملكة نور التي أعدت ابنها ليكون ملكاً
أخبار اليوم
فريق التحرير
النشأة
دراستها وأعمالها
قصة حب وحسابات معـ.ـقدة
طفولة “بعيدة عن العاطفية“
شراكة قائمة على المساواة
طبيعة تحليلية هادئة
تحركات خلف الكواليس
لم تتوقع السورية الأمريكية ليزا الحلبي أن تصبح ملكةً للأردن وزوجة لرجل في مجتمع شرقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
يقول عنها المقربون منها بأنها هادئة وتحليلية وذات قدرة على تتبع أهدافها بشكل منظم، هي الزوجة الوحيدة التي كانت بجانب الملك الحسين بن طلال عند وفاته
يقول الخبراء بأن تعين الأمير حمزة بن الملكة نور ولياً للعهد بمثابة هدية لها
وقالت صحيفة “لوس أنجليس تايمز” الأمريكية في تقرير نشرته مؤخراً إنه بعد أكثر من عشرين عاماً أخرى من رحيل الملك حسين، عادت الملكة، أمريكية المولد- واسمها الأصلي ليزا نجيب الحلبي، إلى المشهد في خـ.ـضم التطورات الأخيرة في الأردن، تحيط بنجلها الأكبر الأمير حمزة بن الحسين، الذي
كانت تأمل يوماً ما أن يخلف والده الملك حسين، صاحب الشخصية الكاريزمية، على عرش المملكة الهاشمية.
النشأة
ولدت الملكة نور الحسين (23 أغسطس 1951 -)، واسمها الأصلي ليزا نجيب الحلبي الزوجة الرابعة للملك الحسين بن طلال.
والدها نجيب إلياس حلبي أمريكي من أصل سوري وأمها “دوريس كارلكويست” من أصل سويدي.
دراستها وأعمالها
تلقت تعليمها في عدد من مدارس كاليفورنيا وواشنطن ونيويورك فقد درست في “المدرسة الكاتدرائية” الوطنية من المرحلة الرابعة إلى المرحلة الثامنة.
عملت في مجال التخطيط العمراني في الولايات المتحدة وأستراليا وإيران، قبل أن تلتقي الملك حسين في سبعينيات القرن الماضي.
وفي “مدرسة شابين” في مدينة نيويورك، إلى أن أنهت دراستها في “أكاديمية كونكورد” في ولاية ماساتشوستس، وفي سنة 1974 حصلت على البكالوريوس من جامعة برنستون في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري.
وبعد أن أنهـ.ـت دراستها شاركت في عدد من المشاريع الدولية في مجال تصميم وتخطيط المدن في الولايات المتحدة وأستراليا وعدد من بلدان الشرق الأوسط منها إيران والأردن
حيث بدأت سنة 1976 العمل في وضع التصاميم الشاملة لمرافق أكاديمية الطيران العربية التي تأسست في عمّان، ثم انضمت سنة 1977 إلى الخطوط الجوية الملكية الأردنية لتشغل منصب مديرة التخطيط والتصميم فيها.
في 15 يونيو 1978 تزوجت من الملك حسين وذلك بعد أن تعرفا أثناء عملها في الأردن، وأنجبا:
الأمير حمزة (مواليد 29 مارس 1980).
الأمير هاشم (مواليد 10 يونيو 1981).
الأميرة إيمان (مواليد 24 أبريل 1983).
الأميرة راية (مواليد 9 فبراير 1986).
قصة حب وحسابات معـ.ـقدة
ويرى التقرير أن الأمر يتعلق بتغيير في مسار الخـ.ـلافة، وأيضاً بالعلاقة المعـ.ـقدة للملكة نور، الأمريكية، مع وطنها الجديد.
وذكريات رجال البلاط الملكي اليقظين، بالإضافة إلى سيل من السياسات الدولية، والسياسات المعـ.ـقدة في الشرق الأوسط وفي القلب من كل هذا قصة حب.
وفي هذا السياق تنقل الصحيفة الأمريكية عن آفي شلايم، الأستاذ الفخري للعلاقات الدولية بجامعة أوكسفورد، وصاحب كتاب عن سيرة حياة الملك حسين وصفه لنور
بأنها “كانت متعلمة للغاية، وشديدة الذكاء، وجميلة على نحو ملفت- ولم يكن من قبيل الدهشة أن يقع الملك حسين في حبها”.
ويقول التقرير إن الملكة نور، بأناقتها وهي في التاسعة والستين، تبدو شخصية غامـ.ـضة نوعاً ما بعد فترة طويلة من ترملها قضتها بين أمريكا وبريطانيا: وهي تعني ما تقول، وتنغـ.ـمس في القضايا الإنسانية، ولم تتزوج مرة أخرى.
وتزوجا في عام 1978، بعد علاقة عاطفية سـ.ـرية. وعُرفت الملكة نور باهتمامها بالعمل الخيري، وبقيت إلى جانب زوجها حتى وفـ.ـاته.
وأنجب الزوجان أربعة أبناء، أكبرهم الأمير حمزة.
طفولة “بعيدة عن العاطفية“
وبالعودة إلى عام 1978، كانت ليزا الحلبي تتمتع بنوع من الملكية الشخصية، فقد كانت ثرية وذات تعليم راق، وأرستقراطية أمريكية تعود لجد لبناني سوري من المهاجرين.
وكان الرئيس الأمريكي الراحل جون كنيدي عين والدها، نجيب الحلبي، رئيساً لهيئة الطيران الفيدرالية آنذاك، ثم صار الأب رئيساً لشركة “بان أمريكان للطيران”، ولكن ليزا كانت تتحدث عن حياة طفولة بالمنزل بعيدة عن العاطفية، وصـ.ـعبة. ثم وقـ.ـع الطـ.ـلاق بين والديها في نهـ.ـاية المطاف.
وجلب كل هذا لها رباطة جـ.ـأش تميل أحياناً إلى الصـ.ـلابة.
وكانت ليزا ضمن أول دفعة يسمح فيها للفتيات بالدراسة في جامعة برينستون، في عام 1969. وتحدثت عدة زميلات لها في الدراسة عن ثقافة شعرن فيها بأنهن غرباء، أو أنهن لم يتم أخذهن على محمل الجد.
وقالت زميلتها في برينستون، مارغوري غينغلر سميث: “حتى إذا لم تكن تعرفها شخصياً، فلقد سمعت عنها… لقد لفتت نظر الجميع”.
وعندما قابلت ليزا الحلبي الملك حسين، كانت قد صارت متخصصة بارعة ومستقلة، بعدما درست الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني.
وكان الملك آنذاك أرمل، تزوج قبلها ثلاث مرات وكان يكبرها بـ 16 عاماً.
وتوفيت زوجته الثالثة، الملكة علياء، في حادث تحطم مروحية في عام 1977.
وكتبت الملكة نور في سيرتها الذاتية التي صدرت في عام 2003 تحت عنوان “قفزة إلى الإيمان”: “لن أنكر أن فكرة أن أصبح الزوجة الرابعة له، أو لأي شخص آخر، كانت مقلقلة بالنسبة لي.”
شراكة قائمة على المساواة
ولكن نجم عن هذا الزواج شراكة اتسمت بالمساواة، خاصة بحسب المعايير الإقليمية والملكية.
واستمرت هذه الشراكة حتى وفـ.ـاة الملك حسين (السابع من شباط/ فبراير عام 1999)، أي أطول مما استمرت الزيجات الثلاثة السابقة للملك مجتمعة.
وشعر معظم الأردنيين بالشـ.ـك في بادئ الأمر تجاه هذه المرأة أجنبية المولد والنشأة، والتي تحولت من المسيحية إلى الإسلام، ولكنها كانت مصممة على كسب ود أبناء وطنها الجديد.
وتمكنت من إتقان اللغة العربية، والتقاليد والإيماءات الخاصة بالثقافة المُحافِظة في الأردن.
وسعت الملكة نور في نفس الوقت إلى انتهاج إصلاحات تقدمية، شملت التمكين الاقتصادي للمرأة البدوية، وأثارت دهشة واستنـ.ـكار الأردنيين وهي تجلس خلف الملك على دراجته النارية، عارية الشعر، ولكنها كانت ملتزمة بالتقاليد.
وفي الخارج، ساعد سحر الملكة نور، مثلها في ذلك مثل جاكي كنيدي، في تعزيز صورة الأردن، وساهمت بشخصيتها في تشكيل صورة الأردن كجزيرة للاعتدال والاستقرار النسبي، وأيضاً كحليف مهم لواشنطن.
طبيعة تحليلية هادئة
ولكن قدرة الملكة نور على الإبحار في عوالم مختلفة، والتي انتقلت لأولادها الأربعة، ربما ساعدت في تأجـ.ـيج الاتهـ.ـامات التي تحدث عنها وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي الذي أكد أن الأمير حمزة كان يعمل مع “جهات خارجية”، لزعـ.ـزعة الاستقرار في الأردن.
ورغم وصف المقربين من الملكة نور لها على أنها ذات طبيعة تحليلية هادئة، وذات قدرة على تتبع أهـ.ـدافها بشكل منظم، ربما فوجئت هي نفسها ذات يوم بأز.مة مرض الملك الذي أودى بحياته، وما يعنيه ذلك فيما يتعلق بتسلسل الخـ.ـلافة على العرش.
وخلال الأيام الأخيرة من حياته، قام الملك حسين بتنحية شقيقه الأمير الحسن بن طلال من ولاية العهد، وأسندها للأمير عبدالله بن الحسين، نجل الملك من زوجته الثانية (ذات الأصل البريطاني) الأميرة منى.
وفي خطوة نظر إليها على نطاق واسع على أنها هـ.ـدية للملكة نور الحسين، قام الملك بتعيين نجلهما الأمير حمزة تالياً في ولاية العهد بعد عبدالله.
وبحسب تقرير “لوس انجليس تايمز”، فإنه ليس هناك شك في أن الملكة نور قامت بتربية حمزة لتأهله لأن يكون ملكاً.
ويعتقد مراقبون تابعوا تطورات الأوضاع في المنطقة لفترة طويلة أن الملكة نور ربما لم تتوقع أن يصبح الملك عبدالله محبوباً وفعالاً خلال السنوات الأولى من حكمه، كما حدث بالفعل.
ولكن السنوات الأخيرة شابها الاسـ.ـتياء جراء الأز.مة الاقتصادية والضـ.ـغوط الاجتماعية بسبب استقبال الأردن لملايين اللاجئين من العراق وسوريا، ويضاف إلى ذلك لطمة جـ.ـائحة كـ.ـورونا.
تحركات خلف الكواليس
كشفت مصادر “عربي بوست” أن تحركات سياسية من خلف الكواليس قامت بها أرملة عاهل الأردن الراحل الملك حسين، الملكة نور والدة الأمير حمزة -ولي العهد الأردني السابق- إذ عمدت بدورها إلى الترويج والتسويق لشخصية ابنها الأمير بين الأوساط الأمريكية والمنظمات الدولية حيث تُقيم.
وأكدت المصادر ذاتها أنّ وضع الأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني من قبل السلطات الأردنية تحت الإقامة الجبـ.ـرية، يأتي بسبب مساعيه ونشاطاته الداخلية والخارجية لكسب شعبية له بين أوساط العشائر الأردنية
إذ إنّ والدته الملكة نور المقيمة في العاصمة الأمريكية واشنطن كانت تسعى للترويج له في الخارج كبديل للملك.
وقامت الملكة نور بهذا الخصوص، حسب ذات المصادر بالتواصل مع معـ.ـارضين ونشطاء أردنيين داخل وخارج المملكة، كما أنها تواصلت مع الإدارة الأمريكية الجديدة للترويج لابنها حمزة في مساعٍ منها للإقناع بضرورة تغيير النهج الحالي الذي ينتهجه العاهل الأردني الملك عبدالله.
المصادر ذاتها أكدت أنّ الملكة نور تجري اتصالات حالية مع مسؤولين أمريكيين لفكّ القيـ.ـد الأمـ.ـني المفـ.ـروض على ابنها حمزة وتخفـ.ـيف الضـ.ـغط عليه، أو السعي إلى تأمـ.ـين خروج آمـ.ـن له من الأردن إلى أحـ.ـد الدول الغربية في إطار لجـ.ـوء سياسي.