Business

“ملك الشوكولا” السوري الذي اعتادت ملكة بريطانيا تذوق منتجاته.. شاهد قصته

منوعات وطرائف

3 فبراير، 2022

7 4452 دقائق

“ملك الشوكولا” السوري الذي اعتادت ملكة بريطانيا تذوق منتجاته.. شاهد قصته

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير – منوعات

عائلة دمشقية حملت إرث علامة تجارية منذ نحو 200 عام إلى اليوم وشقت صفوفها بين التجار الأوروبيين ونافستهم، بل ونجحت وتفوقت عليهم في عقر دارهم.

قصة ملك الشوكولاته السوري

يمتد إرث غراوي التجاري منذ عام 1805 والمتمثل بتجارة السلع مثل الشاي والقهوة والفواكه، لكن شهرتها بدأت بالتوسع مع صادق غراوي من أبناء الجيل الرابع لهذه الأسرة الدمشقية العريقة، وأحد المؤسسين الخمسة الرئيسيين لشلاكة تعليب الفواكه والخصراوات أثناء عشرينيات القرن الماضي.

فكانت أول شركة مساهمة عامة وأكبر شركة تجارية خاصة وعامة في سورية في ذلك الوقت، ووظفت أكثر من ألف شخص.

وكانت منتجاتها معروفة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا، وحصدت العديد من الأوسمة والجوائز لتفانيهم في الجودة والتميز، فكان غراوي رائدا في تقديم الحرف السورية إلى المجتمع الدولي.

لكن التحول الدراماتيكي في حياته بدأ منذ عودته من باريس أثناء رحلة له عام 1931، حينئذ قرر صادق غراوي إدخل الشوكولا في تجارته ومنافسة الحلويات العربية التقليدية.

فبدأ باستيراد موادها الأولية، من أجود أنواع الكاكاو الفرنسي والإنكليزية، والتي كانت تباع بعلب خشبية رفيعة وفاخرة مستوردة من النمسا وسويسرا.

بدأ صيت وشهرة هذا النوع من الشوكولا يأخذ صداه رويدا رويدا بين الدمشقيين، وازداد الطلب على منتجاته ليقرر غراوي التعاقد مع خبير شوكولا فرنسي، وبالفعل هذا ما حصل فجاء هذا الخبير وقضى في دمشق اثني عشر عاما يصنع الشوكولا الفاخرة، ولعب دورا بارزا في تدريب فريق العمل من السوريين، وصانعي الشوكولا الدمشقيين على الجودة والإتقان.

وأثناء فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن المنصرم بدأت منتجات غراوي تباع في متاجر لندن وباريس وبازدياد شهرته وصل صيته إلى ملكة بريطانيا الحالية.

فحصل على لقب متعهد مؤن للملكة إليزابيث من خلال متجر الجيش والبحرية في لندن، وحصد جائزة في معرض أقيم في باريس متفوقا بهذا على منافسيه من مصنعي الشوكولا السويسريين والفرنسيين والإنكليز.

فبالإضافة إلى اعتماد شوكولا غراوي على المقاييس العالمية فإنها حملت الخصوصية السورية التي أضفت للشوكولا طعما منافسا ومغايرا لكل الشوكولا الأوروبية.

وذلك عبر استخدام مكسرات غوطة دمشق من جوز ولوز وبندق إلى جانب الكاجو والفستق الحلبي.

بيد أن فترة الازدهار ما لبثت أن اصطدمت بجدار الاضطرابات السياسية والنقلابات العسكرية والتي كبدت غراوي خسائر فادحة، فكانت الصدمة الأولى مع قرار التأميم الذي اتخذه رئيس سوريا ومصر أيام الوحدة بينهما، ليخسر صادق غراوي جميع مصانعه.

أما الصدمة الثانية فكان لعد انقلاب البعث عام 1963 حين أنشأ مصنعا كبيرا حمل اسم (الشركة السورية لمنتجات الشوكولاته والبسكويت) فكان هذا آخر مشرةع صناعي له، إذ تم تأميم المصنع بأمر من حزب البعث الحاكم، والسيطرة على خطوط إنتاجه.

ليتوفى الحاج صادق غراوي إثر هذا القرار بعد عدة أعوام وبعد الخسائر المتوالية لكل شركاته، وكامل مشاريعه.

بيد أن ابنه بسام غراوي قرر البدء من جديد وأدار المتجر الوحيد المتبقي للعائلة بعد ذياك الخسارات، وأكمل دراسته الجامعية وتمكن عام 1996 من افتتاح مصنع كبير مجهز بأفضل التقنيات الحديثة والعالمية وحافظ بذلك على إرث عائلته الكبير وأبيه في صناعة الشوكولا الفاخرة.

ليكلل عمله بحصد جائزة الشرف في فرنسا للشوكولا الأكثر تميزا في أوروبا.

ومع اندلاع الثورة السورية أغلق مصنعه في ريف دمشق، بعد تعرضه للقصف، ثم سافر إلى هنغاريا وأسس هناك مصنعا في العاصمة بودابست قبل أن يسبق الموت أحلامه بمتابعة التوسع باتجاه فرنسا.

تاريخ أسرة لطالما ارتبط اسمها بالنجاح، وجعلت من المنتج السوري منافسا بين كبرى العلامات التجارية العالمية رغم جميع الصعوبات السياسية التي مر بها هو وأبوه في تاريخ سورية القديم والحديث.

موقع سوريا تي في

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

منوعات وطرائف

3 فبراير، 2022

7 4452 دقائق

“ملك الشوكولا” السوري الذي اعتادت ملكة بريطانيا تذوق منتجاته.. شاهد قصته

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير – منوعات

عائلة دمشقية حملت إرث علامة تجارية منذ نحو 200 عام إلى اليوم وشقت صفوفها بين التجار الأوروبيين ونافستهم، بل ونجحت وتفوقت عليهم في عقر دارهم.

قصة ملك الشوكولاته السوري

يمتد إرث غراوي التجاري منذ عام 1805 والمتمثل بتجارة السلع مثل الشاي والقهوة والفواكه، لكن شهرتها بدأت بالتوسع مع صادق غراوي من أبناء الجيل الرابع لهذه الأسرة الدمشقية العريقة، وأحد المؤسسين الخمسة الرئيسيين لشلاكة تعليب الفواكه والخصراوات أثناء عشرينيات القرن الماضي.

فكانت أول شركة مساهمة عامة وأكبر شركة تجارية خاصة وعامة في سورية في ذلك الوقت، ووظفت أكثر من ألف شخص.

وكانت منتجاتها معروفة في جميع أنحاء أوروبا وأمريكا، وحصدت العديد من الأوسمة والجوائز لتفانيهم في الجودة والتميز، فكان غراوي رائدا في تقديم الحرف السورية إلى المجتمع الدولي.

لكن التحول الدراماتيكي في حياته بدأ منذ عودته من باريس أثناء رحلة له عام 1931، حينئذ قرر صادق غراوي إدخل الشوكولا في تجارته ومنافسة الحلويات العربية التقليدية.

فبدأ باستيراد موادها الأولية، من أجود أنواع الكاكاو الفرنسي والإنكليزية، والتي كانت تباع بعلب خشبية رفيعة وفاخرة مستوردة من النمسا وسويسرا.

بدأ صيت وشهرة هذا النوع من الشوكولا يأخذ صداه رويدا رويدا بين الدمشقيين، وازداد الطلب على منتجاته ليقرر غراوي التعاقد مع خبير شوكولا فرنسي، وبالفعل هذا ما حصل فجاء هذا الخبير وقضى في دمشق اثني عشر عاما يصنع الشوكولا الفاخرة، ولعب دورا بارزا في تدريب فريق العمل من السوريين، وصانعي الشوكولا الدمشقيين على الجودة والإتقان.

وأثناء فترة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن المنصرم بدأت منتجات غراوي تباع في متاجر لندن وباريس وبازدياد شهرته وصل صيته إلى ملكة بريطانيا الحالية.

فحصل على لقب متعهد مؤن للملكة إليزابيث من خلال متجر الجيش والبحرية في لندن، وحصد جائزة في معرض أقيم في باريس متفوقا بهذا على منافسيه من مصنعي الشوكولا السويسريين والفرنسيين والإنكليز.

فبالإضافة إلى اعتماد شوكولا غراوي على المقاييس العالمية فإنها حملت الخصوصية السورية التي أضفت للشوكولا طعما منافسا ومغايرا لكل الشوكولا الأوروبية.

وذلك عبر استخدام مكسرات غوطة دمشق من جوز ولوز وبندق إلى جانب الكاجو والفستق الحلبي.

بيد أن فترة الازدهار ما لبثت أن اصطدمت بجدار الاضطرابات السياسية والنقلابات العسكرية والتي كبدت غراوي خسائر فادحة، فكانت الصدمة الأولى مع قرار التأميم الذي اتخذه رئيس سوريا ومصر أيام الوحدة بينهما، ليخسر صادق غراوي جميع مصانعه.

أما الصدمة الثانية فكان لعد انقلاب البعث عام 1963 حين أنشأ مصنعا كبيرا حمل اسم (الشركة السورية لمنتجات الشوكولاته والبسكويت) فكان هذا آخر مشرةع صناعي له، إذ تم تأميم المصنع بأمر من حزب البعث الحاكم، والسيطرة على خطوط إنتاجه.

ليتوفى الحاج صادق غراوي إثر هذا القرار بعد عدة أعوام وبعد الخسائر المتوالية لكل شركاته، وكامل مشاريعه.

بيد أن ابنه بسام غراوي قرر البدء من جديد وأدار المتجر الوحيد المتبقي للعائلة بعد ذياك الخسارات، وأكمل دراسته الجامعية وتمكن عام 1996 من افتتاح مصنع كبير مجهز بأفضل التقنيات الحديثة والعالمية وحافظ بذلك على إرث عائلته الكبير وأبيه في صناعة الشوكولا الفاخرة.

ليكلل عمله بحصد جائزة الشرف في فرنسا للشوكولا الأكثر تميزا في أوروبا.

ومع اندلاع الثورة السورية أغلق مصنعه في ريف دمشق، بعد تعرضه للقصف، ثم سافر إلى هنغاريا وأسس هناك مصنعا في العاصمة بودابست قبل أن يسبق الموت أحلامه بمتابعة التوسع باتجاه فرنسا.

تاريخ أسرة لطالما ارتبط اسمها بالنجاح، وجعلت من المنتج السوري منافسا بين كبرى العلامات التجارية العالمية رغم جميع الصعوبات السياسية التي مر بها هو وأبوه في تاريخ سورية القديم والحديث.

موقع سوريا تي في

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى