World

لو بقي لما سقـ.ـطت بغداد.. بعد نصف قرن إسرائيل تنشر وثائق جديدة عن قصـ.ـفها مفـ.ـاعل تموز العراقي “فيديو”

أخبار اليوم

23 يونيو، 2021

69 115 دقائق

لو بقي لما سقـ.ـطت بغداد.. بعد نصف قرن إسرائيل تنشر وثائق جديدة عن قصـ.ـفها مفـ.ـاعل تموز العراقي “فيديو”

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

بمناسبة مرور 40 عاما على ما يعرف بـ”عمـ.ـلية أوبرا”، نشرت إسرائيل حـ.ـزمة من الوثائق المتعلقة بغـ.ـارتها الجوية على مفـ.ـاعل “تموز” (“أوزيـ.ـراك”) النـ.ـووي العراقي في السابع من يونيو عام 1981.

وتضم هذه الوثائق من أرشيف الجـ.ـيش الإسرائيلي التي نشرتها وزارة الدفاع أمس الثلاثاء رسوما يدوية للمفـ.ـاعل الذي كانت تل أبيب تخـ.ـشى من أن الزعيم العراقي الراحل صـ.ـدام حسين قد يستخدمه لتطوير أسـ.ـلحة نـ.ـووية، بما في ذلك رسوم تظهر مشهد المفـ.ـاعل من مقـ.ـاتلة.

وأوضحت الوزارة أن هذه الرسوم كانت جزءا من البيانات الاستخـ.ـباراتية خلال التخطيط لـ”عمـ.ـلية أوبرا”.

كما نشرت الوزارة ضمن هذه الحـ.ـزمة تقريرا صدر عقب تنفيذ الهـ.ـجوم، بما في ذلك أمر خطي من قائد الجت.ـيش بتنفيذ العمـ.ـلية وقرار الحكومة ببدء التخطيط للهجوم في عام 1980 ومشاورات بشأن موعده.

وتضم هذه الحزمة مذكرة تنص على إرجاء “عمت.ـلية أوبرا” التي كانت مقررة أصلا لـ31 مايو، لمدة أسبوع بسبب الاجتماع الذي عقد في الرابع من يونيو بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن والرئيس المصري أنور السادات في شرم الشيخ.

كما تضم هذه الوثائق اعـ.ـترافات مسجلة للطيار العسكري وأول رائد فضاء إسرائيلي إيلان رامون الذي شارك في “عمـ.ـلية أوبرا” وتوفـ.ـى في عام 2003 جراء كـ.ـارثة تحـ.ـطم مكوك “كولومبيا” الفضائي الأمريكي.

مفـ.ـاعل تموز

يقع المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي، المعروف باسم “مفـ.ـاعل تموز” (أوزيـ.ـراك) بالفرنسية، في منطقة التويثة التي تبعد 17 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد.

وكان العراق قد حاول منذ ستينيات القرن العشرين الدخول رسميا في النادي النـ.ـووي السلمي وربما العسـ.ـكري عبر برنامج نـ.ـووي طموح، حيث استغـ.ـل حينها إمكانياته البشرية العلمية والثروة التي تحققت بعد تأميم نفطه عام 1973.

مطلع عام 1975 وافقت فرنسا على بناء مفـ.ـاعلين نـ.ـوويين في العراق بمنطقة التويثة، وكانا مشابهين للمفـ.ـاعلات النـ.ـووية في مركز الأبحاث النـ.ـووية التابع لوكالة الطاقة الفرنسية (CEA) حيث كان المفاعل الأول (تموز 1) بقدرة 40 ميغاواط والآخر (تموز2) لأغراض التدريب بقدرة 600 كيلواط.

ومع قرب اكتمال بناء المفـ.ـاعل العراقي، شهدت البلاد أول عمـ.ـلية عسـ.ـكرية نوعية في العالم، عندما تمكنت القوات الجوية الإسرائيلية من تد مير المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي بصورة كلية في 7 يونيو/حزيران 1981.

استهـ.ـداف المفـ.ـاعل

يقول المؤرخ العراقي وأستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل إبراهيم العلّاف إن استهـ.ـداف إسرائيل مفـ.ـاعل تموز العراقي لم يكن الأول، إذ ومع استمرار وتصاعد الحـ.ـرب العراقية الإيرانية (حـ.ـرب الخليج الأولى) شـ.ـنت إيران في 30 سبتمبر/أيلول 1980 غـ.ـارات جوية على المفـ.ـاعل العراقي لكنها لم تصـ.ـب أي منشآت مهمة في المفـ.ـاعل، واقتصرت الأضـ.ـرار حينها على الأبنية الفرعية.

ويضيف العلاف (مؤلف كتاب القدرات النـ.ـووية في الشرق الأوسط) في حديث حصري للجزيرة نت أنه وبعد تلك الحادثة بـ 9 أشهر، جاء القصـ.ـف الإسرائيلي للمفـ.ـاعل في 7 يونيو/حزيران 1981 حيث أدى القصـ.ـف إلى خـ.ـسائر بالغة بالمــ.ـفاعل.

وجاء القصـ.ـف الإسرائيلي بعد أن أعيد انتخاب مناحيم بيغن رئيسا لحكومة إسرائيل عام 1981، واتخذ حينها قرارا بقصـ.ـف المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي، مبررا ذلك بأن مفـ.ـاعل “تموز1” كان على وشـ.ـك البدء بالتشغيل العملي.

ولابد حينها من إحبـ.ـاط محاولة بغداد استخدام هذه المفـ.ـاعلات لإنتاج أسـ.ـلحة نـ.ـووية تستخدم ضـ.ـد إسرائيل التي تمكنت من إنتاج نحو 200 قنـ.ـبلة نـ.ـووية من مفـ.ـاعلها الفرنسي الأصل (مفـ.ـاعل ديمونا) خلال 3 عقود.

وبغض النظر عن كيفية استهـ.ـداف المفاعل وتمكن الطائرات الإسرائيلية من اخـ.ـتراق حدود دول أخرى والوصول إلى المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي، فإن أسئلة كثيرة تطرح عن أسباب فـ.ـشل أجهزة الاستخبارات العراقية في اكتشاف الضـ.ـربة قبل حدوثها وعن فـ.ـشل الدفاعات الجوية العراقية في مواجـ.ـهة الطائرات الإسرائيلية على أقل تقدير.

فـ.ـشل الاستخـ.ـبارات

وبالعودة إلى العلاف، يشير إلى أن ما سُمِّي عمـ.ـلية “أوبـ.ـرا” الإسرائيلية لاستهـ.ـداف المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي كانت دقيقة للغاية، وتفوق بكثير المحاولة الإيرانية.

ويؤكد أن الاستخبارات العراقية والدفـ.ـاعات الجوية لم تكن في وضع يساعدها في كشف الطائرات الإسرائيلية التي كانت تحلق على مديات مختلفة، حيث قطعت مسافة 2500 كيلومتر وعبرت أجواء الأردن والسعودية، وهي على ارتفاع لا يزيد على 100 قدم من الأرض دون أن تكشفها الرادارات الأردنية والسعودية.

ويتابع أن الطائرات الإسرائيلية كانت تستخدم تكـ.ـنولوجيا متطورة للغاية، فضلا عن أن الطيارين الإسرائيليين كانوا قد تدربوا لفترة طويلة على استهـ.ـداف المفـ.ـاعل العراقي.

ومن جانبه يقول سالم الجميلي مدير شعبة أميركا بجهاز المخـ.ـابرات العراقي السابق للجزيرة نت إن مهام جهاز المخـ.ـابرات العراقية الخاصة بحماية المفـ.ـاعل النـ.ـووي كانت تنحصر في 3 مهام، الأولى تتعلق بأمن الموظفين ويشمل ذلك التدقيق وجمع المعلومات عن جميع الأفراد العاملين في البرنامج النـ.ـووي للتأكد من سلامة وضعهم قبل وأثناء العمل.

أما المهمة الثانية فكانت تتعلق، حسب الجميلي، بأمن المنشأة النـ.ـووية بما في ذلك السيطرة على المداخل والمخارج وإصدار بطاقات الدخول ومراقبة المنشأة من الداخل، والتنسيق مع القوة العسكرية المسـ.ـؤولة عن حراسة المفـ.ـاعل ومحيطه.

ويتابع الجميلي أن المهمة الثالثة كانت تتعلق بأمن العلماء، إذ وبعد عملية اغـ.ـتيال العالم النـ.ـووي المصري يحيى المشد عام 1980 في باريس والذي كان له دور بارز في البرنامج النـ.ـووي العراقي، اتخذت القيادة العراقية قرارا بتخصيص ضـ.ـباط مخـ.ـابرات لمرافقة العلماء وحمايتهم داخل وخارج البلاد.

عدة اعتبارات

أما الخبير الأمـ.ـني والإستراتيجي فاضل أبو رغيف فيعـ.ـزو فـ.ـشل العراق في الدفاع عن المفـ.ـاعل لعدة اعتبارات، أولها التخبط السياسي للنـ.ـظام السابق في التعامل مع فرنسا بأحادية دون الرجوع للولايات المتحدة وبريطانيا الرائدتين في هذا المجال.

ويتابع أبو رغيف -في حديثه للجزيرة نت- أن المخـ.ـابرات العراقية لم تكن عالمية، إذ كانت تعمل ضـ.ـد معـ.ـارضي النـ.ـظام في الداخل والخارج دون العمل الحثيث على حماية الأمـ.ـن القومي، لافتا إلى أن النقطة المفصلية كانت تتمثل بشخصية الرئيس صـ.ـدام حسين الذي كان دائما ما يدعو إلى مهـ.ـاجمة إسـ.ـرائيل مما أدى لتسريعها في شـ.ـن ضـ.ـربة على المفـ.ـاعل النـ.ـووي خـ.ـشية قدرة العراق على الحصول على القنـ.ـبلة الذرية.

ويذهب في هذا المنحى -كذلك- العلاف الذي يؤكد أن الإسرائيليين برروا قصـ.ـف المفـ.ـاعل العراقي بأنه دفاع عن النفس واستباق لما كان يمكن أن تفعله بغداد التي كانت تهـ.ـدد الوجود الإسرائيلي صباح مساء، فضلا عن أن العراق كان البلد الوحيد الذي لم يوقع على اتفاقيات الهـ.ـدنة بعد حـ.ـرب 1948.

ويفصل العلاف -في حديثه للجزيرة نت- أن استهـ.ـداف المفـ.ـاعل تم من خلال الخبير التقني الفرنسي الذي أعطى إحداثيات المـ.ـفاعل للجهات الاستخـ.ـبارية الإسرائيلية عبر وضعه جهاز تحديد للمواقع الجغرافية داخل المفـ.ـاعل.

مشيرا إلى أن هذه الرواية أكدها كتاب صادر عن جهاز الموسـ.ـاد في تل ابيب، مستدركا “كثير من تفاصيل الهـ.ـجوم الإسرائيلي لا تزال غامـ.ـضة، خاصة أن الخبير الفرنسي قـ.ـتل بالضـ.ـربة الجوية حيث لم يغادر المفـ.ـاعل، ولا أحد يعلم لماذا”.

ورغم امتلاك علاقات قوية مع الاتحاد السوفياتي آنذاك، فإن العراق لم يتلق أي تحـ.ـذير استخباراتي، ويعلل ذلك الخـ.ـبير الأمني والعسكري مؤيد سالم الجحيشي الذي يرى أن العمـ.ـلية كانت إسرائيلية بحتة، وبالتالي لم تكن الاستخبــ.ـارات الدولية على علم مسبق بالضـ.ـربة.

فـ.ـشل الدفاعات الجوية

وإلى جانب تقصير أجهزة الاستخبارات العراقية، أخفقت الدفاعات الجوية في اكتشاف الطائرات الإسرائيلية وصـ.ـدها، وفي هذا المنحى يرى أبو رغيف أن العراق كان يمتلك منظـ.ـومة دفاع جوي سوفياتية من طراز “سام-6” وكانت تعتبر قديمة ومتهـ.ـالكة في تلك الفترة، فضلا عن أنها كانت متأخرة تكنولوجيا مقارنة بالطائرات الأميركية التي استخدمت في الضـ.ـربة الجوية.

ويتابع أبو رغيف أن أنظمة الرادارات أخفقت في اكتشاف الطائرات التي استخدمت أنظمة الحـ.ـرب الإلكترونية والتشـ.ـويش مما حال دون اكتشافها، لافتا إلى أن الضــ.ـربة الإسرائيلية كانت تهـ.ـدف، بالإضافة لمنع العراق من الحصول على قدرة نـ.ـووية عسكرية- للحفاظ على الميزان العسكري بين العراق وإيران خلال حـ.ـرب البلدين التي امتدت 8 سنوات.

أسباب عديدة يشير إليها الخبراء العسكريون، وبالعودة إلى الجحيشي فإنه يؤكد أن العراق وفي خضم حـ.ـربه مع إيران كان يركز جلّ اهتمامه الأمـ.ـني والعسـ.ـكري على الجبـ.ـهة الشرقية للبلاد، وبالتالي لم يكن يتوقع ضـ.ـربة عسكرية من إسرائيل، بحسبه.

ويتابع الجحيشي للجزيرة نت أن بطاريات الإنـ.ـذار ومنظومات الرادار كانت نادرة على الحت.ـدود الغربية للعراق التي جاءت منها الطائرات الإسرائيلية، لافتا إلى أن الخـ.ـطأ العراقي الرئيسي كان في الاعتقاد بأن استهـ.ـداف المفـ.ـاعل النـ.ـووي سيكون من إيران التي تخوض بغداد معها حـ.ـربا وليس من أي جهة أخرى.

اعتـ.ـرافات إيلان رامون

المصدر: روسيا اليوم  والجزيرة ووكالات

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أخبار اليوم

23 يونيو، 2021

69 115 دقائق

لو بقي لما سقـ.ـطت بغداد.. بعد نصف قرن إسرائيل تنشر وثائق جديدة عن قصـ.ـفها مفـ.ـاعل تموز العراقي “فيديو”

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

بمناسبة مرور 40 عاما على ما يعرف بـ”عمـ.ـلية أوبرا”، نشرت إسرائيل حـ.ـزمة من الوثائق المتعلقة بغـ.ـارتها الجوية على مفـ.ـاعل “تموز” (“أوزيـ.ـراك”) النـ.ـووي العراقي في السابع من يونيو عام 1981.

وتضم هذه الوثائق من أرشيف الجـ.ـيش الإسرائيلي التي نشرتها وزارة الدفاع أمس الثلاثاء رسوما يدوية للمفـ.ـاعل الذي كانت تل أبيب تخـ.ـشى من أن الزعيم العراقي الراحل صـ.ـدام حسين قد يستخدمه لتطوير أسـ.ـلحة نـ.ـووية، بما في ذلك رسوم تظهر مشهد المفـ.ـاعل من مقـ.ـاتلة.

وأوضحت الوزارة أن هذه الرسوم كانت جزءا من البيانات الاستخـ.ـباراتية خلال التخطيط لـ”عمـ.ـلية أوبرا”.

كما نشرت الوزارة ضمن هذه الحـ.ـزمة تقريرا صدر عقب تنفيذ الهـ.ـجوم، بما في ذلك أمر خطي من قائد الجت.ـيش بتنفيذ العمـ.ـلية وقرار الحكومة ببدء التخطيط للهجوم في عام 1980 ومشاورات بشأن موعده.

وتضم هذه الحزمة مذكرة تنص على إرجاء “عمت.ـلية أوبرا” التي كانت مقررة أصلا لـ31 مايو، لمدة أسبوع بسبب الاجتماع الذي عقد في الرابع من يونيو بين رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن والرئيس المصري أنور السادات في شرم الشيخ.

كما تضم هذه الوثائق اعـ.ـترافات مسجلة للطيار العسكري وأول رائد فضاء إسرائيلي إيلان رامون الذي شارك في “عمـ.ـلية أوبرا” وتوفـ.ـى في عام 2003 جراء كـ.ـارثة تحـ.ـطم مكوك “كولومبيا” الفضائي الأمريكي.

مفـ.ـاعل تموز

يقع المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي، المعروف باسم “مفـ.ـاعل تموز” (أوزيـ.ـراك) بالفرنسية، في منطقة التويثة التي تبعد 17 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد.

وكان العراق قد حاول منذ ستينيات القرن العشرين الدخول رسميا في النادي النـ.ـووي السلمي وربما العسـ.ـكري عبر برنامج نـ.ـووي طموح، حيث استغـ.ـل حينها إمكانياته البشرية العلمية والثروة التي تحققت بعد تأميم نفطه عام 1973.

مطلع عام 1975 وافقت فرنسا على بناء مفـ.ـاعلين نـ.ـوويين في العراق بمنطقة التويثة، وكانا مشابهين للمفـ.ـاعلات النـ.ـووية في مركز الأبحاث النـ.ـووية التابع لوكالة الطاقة الفرنسية (CEA) حيث كان المفاعل الأول (تموز 1) بقدرة 40 ميغاواط والآخر (تموز2) لأغراض التدريب بقدرة 600 كيلواط.

ومع قرب اكتمال بناء المفـ.ـاعل العراقي، شهدت البلاد أول عمـ.ـلية عسـ.ـكرية نوعية في العالم، عندما تمكنت القوات الجوية الإسرائيلية من تد مير المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي بصورة كلية في 7 يونيو/حزيران 1981.

استهـ.ـداف المفـ.ـاعل

يقول المؤرخ العراقي وأستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل إبراهيم العلّاف إن استهـ.ـداف إسرائيل مفـ.ـاعل تموز العراقي لم يكن الأول، إذ ومع استمرار وتصاعد الحـ.ـرب العراقية الإيرانية (حـ.ـرب الخليج الأولى) شـ.ـنت إيران في 30 سبتمبر/أيلول 1980 غـ.ـارات جوية على المفـ.ـاعل العراقي لكنها لم تصـ.ـب أي منشآت مهمة في المفـ.ـاعل، واقتصرت الأضـ.ـرار حينها على الأبنية الفرعية.

ويضيف العلاف (مؤلف كتاب القدرات النـ.ـووية في الشرق الأوسط) في حديث حصري للجزيرة نت أنه وبعد تلك الحادثة بـ 9 أشهر، جاء القصـ.ـف الإسرائيلي للمفـ.ـاعل في 7 يونيو/حزيران 1981 حيث أدى القصـ.ـف إلى خـ.ـسائر بالغة بالمــ.ـفاعل.

وجاء القصـ.ـف الإسرائيلي بعد أن أعيد انتخاب مناحيم بيغن رئيسا لحكومة إسرائيل عام 1981، واتخذ حينها قرارا بقصـ.ـف المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي، مبررا ذلك بأن مفـ.ـاعل “تموز1” كان على وشـ.ـك البدء بالتشغيل العملي.

ولابد حينها من إحبـ.ـاط محاولة بغداد استخدام هذه المفـ.ـاعلات لإنتاج أسـ.ـلحة نـ.ـووية تستخدم ضـ.ـد إسرائيل التي تمكنت من إنتاج نحو 200 قنـ.ـبلة نـ.ـووية من مفـ.ـاعلها الفرنسي الأصل (مفـ.ـاعل ديمونا) خلال 3 عقود.

وبغض النظر عن كيفية استهـ.ـداف المفاعل وتمكن الطائرات الإسرائيلية من اخـ.ـتراق حدود دول أخرى والوصول إلى المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي، فإن أسئلة كثيرة تطرح عن أسباب فـ.ـشل أجهزة الاستخبارات العراقية في اكتشاف الضـ.ـربة قبل حدوثها وعن فـ.ـشل الدفاعات الجوية العراقية في مواجـ.ـهة الطائرات الإسرائيلية على أقل تقدير.

فـ.ـشل الاستخـ.ـبارات

وبالعودة إلى العلاف، يشير إلى أن ما سُمِّي عمـ.ـلية “أوبـ.ـرا” الإسرائيلية لاستهـ.ـداف المفـ.ـاعل النـ.ـووي العراقي كانت دقيقة للغاية، وتفوق بكثير المحاولة الإيرانية.

ويؤكد أن الاستخبارات العراقية والدفـ.ـاعات الجوية لم تكن في وضع يساعدها في كشف الطائرات الإسرائيلية التي كانت تحلق على مديات مختلفة، حيث قطعت مسافة 2500 كيلومتر وعبرت أجواء الأردن والسعودية، وهي على ارتفاع لا يزيد على 100 قدم من الأرض دون أن تكشفها الرادارات الأردنية والسعودية.

ويتابع أن الطائرات الإسرائيلية كانت تستخدم تكـ.ـنولوجيا متطورة للغاية، فضلا عن أن الطيارين الإسرائيليين كانوا قد تدربوا لفترة طويلة على استهـ.ـداف المفـ.ـاعل العراقي.

ومن جانبه يقول سالم الجميلي مدير شعبة أميركا بجهاز المخـ.ـابرات العراقي السابق للجزيرة نت إن مهام جهاز المخـ.ـابرات العراقية الخاصة بحماية المفـ.ـاعل النـ.ـووي كانت تنحصر في 3 مهام، الأولى تتعلق بأمن الموظفين ويشمل ذلك التدقيق وجمع المعلومات عن جميع الأفراد العاملين في البرنامج النـ.ـووي للتأكد من سلامة وضعهم قبل وأثناء العمل.

أما المهمة الثانية فكانت تتعلق، حسب الجميلي، بأمن المنشأة النـ.ـووية بما في ذلك السيطرة على المداخل والمخارج وإصدار بطاقات الدخول ومراقبة المنشأة من الداخل، والتنسيق مع القوة العسكرية المسـ.ـؤولة عن حراسة المفـ.ـاعل ومحيطه.

ويتابع الجميلي أن المهمة الثالثة كانت تتعلق بأمن العلماء، إذ وبعد عملية اغـ.ـتيال العالم النـ.ـووي المصري يحيى المشد عام 1980 في باريس والذي كان له دور بارز في البرنامج النـ.ـووي العراقي، اتخذت القيادة العراقية قرارا بتخصيص ضـ.ـباط مخـ.ـابرات لمرافقة العلماء وحمايتهم داخل وخارج البلاد.

عدة اعتبارات

أما الخبير الأمـ.ـني والإستراتيجي فاضل أبو رغيف فيعـ.ـزو فـ.ـشل العراق في الدفاع عن المفـ.ـاعل لعدة اعتبارات، أولها التخبط السياسي للنـ.ـظام السابق في التعامل مع فرنسا بأحادية دون الرجوع للولايات المتحدة وبريطانيا الرائدتين في هذا المجال.

ويتابع أبو رغيف -في حديثه للجزيرة نت- أن المخـ.ـابرات العراقية لم تكن عالمية، إذ كانت تعمل ضـ.ـد معـ.ـارضي النـ.ـظام في الداخل والخارج دون العمل الحثيث على حماية الأمـ.ـن القومي، لافتا إلى أن النقطة المفصلية كانت تتمثل بشخصية الرئيس صـ.ـدام حسين الذي كان دائما ما يدعو إلى مهـ.ـاجمة إسـ.ـرائيل مما أدى لتسريعها في شـ.ـن ضـ.ـربة على المفـ.ـاعل النـ.ـووي خـ.ـشية قدرة العراق على الحصول على القنـ.ـبلة الذرية.

ويذهب في هذا المنحى -كذلك- العلاف الذي يؤكد أن الإسرائيليين برروا قصـ.ـف المفـ.ـاعل العراقي بأنه دفاع عن النفس واستباق لما كان يمكن أن تفعله بغداد التي كانت تهـ.ـدد الوجود الإسرائيلي صباح مساء، فضلا عن أن العراق كان البلد الوحيد الذي لم يوقع على اتفاقيات الهـ.ـدنة بعد حـ.ـرب 1948.

ويفصل العلاف -في حديثه للجزيرة نت- أن استهـ.ـداف المفـ.ـاعل تم من خلال الخبير التقني الفرنسي الذي أعطى إحداثيات المـ.ـفاعل للجهات الاستخـ.ـبارية الإسرائيلية عبر وضعه جهاز تحديد للمواقع الجغرافية داخل المفـ.ـاعل.

مشيرا إلى أن هذه الرواية أكدها كتاب صادر عن جهاز الموسـ.ـاد في تل ابيب، مستدركا “كثير من تفاصيل الهـ.ـجوم الإسرائيلي لا تزال غامـ.ـضة، خاصة أن الخبير الفرنسي قـ.ـتل بالضـ.ـربة الجوية حيث لم يغادر المفـ.ـاعل، ولا أحد يعلم لماذا”.

ورغم امتلاك علاقات قوية مع الاتحاد السوفياتي آنذاك، فإن العراق لم يتلق أي تحـ.ـذير استخباراتي، ويعلل ذلك الخـ.ـبير الأمني والعسكري مؤيد سالم الجحيشي الذي يرى أن العمـ.ـلية كانت إسرائيلية بحتة، وبالتالي لم تكن الاستخبــ.ـارات الدولية على علم مسبق بالضـ.ـربة.

فـ.ـشل الدفاعات الجوية

وإلى جانب تقصير أجهزة الاستخبارات العراقية، أخفقت الدفاعات الجوية في اكتشاف الطائرات الإسرائيلية وصـ.ـدها، وفي هذا المنحى يرى أبو رغيف أن العراق كان يمتلك منظـ.ـومة دفاع جوي سوفياتية من طراز “سام-6” وكانت تعتبر قديمة ومتهـ.ـالكة في تلك الفترة، فضلا عن أنها كانت متأخرة تكنولوجيا مقارنة بالطائرات الأميركية التي استخدمت في الضـ.ـربة الجوية.

ويتابع أبو رغيف أن أنظمة الرادارات أخفقت في اكتشاف الطائرات التي استخدمت أنظمة الحـ.ـرب الإلكترونية والتشـ.ـويش مما حال دون اكتشافها، لافتا إلى أن الضــ.ـربة الإسرائيلية كانت تهـ.ـدف، بالإضافة لمنع العراق من الحصول على قدرة نـ.ـووية عسكرية- للحفاظ على الميزان العسكري بين العراق وإيران خلال حـ.ـرب البلدين التي امتدت 8 سنوات.

أسباب عديدة يشير إليها الخبراء العسكريون، وبالعودة إلى الجحيشي فإنه يؤكد أن العراق وفي خضم حـ.ـربه مع إيران كان يركز جلّ اهتمامه الأمـ.ـني والعسـ.ـكري على الجبـ.ـهة الشرقية للبلاد، وبالتالي لم يكن يتوقع ضـ.ـربة عسكرية من إسرائيل، بحسبه.

ويتابع الجحيشي للجزيرة نت أن بطاريات الإنـ.ـذار ومنظومات الرادار كانت نادرة على الحت.ـدود الغربية للعراق التي جاءت منها الطائرات الإسرائيلية، لافتا إلى أن الخـ.ـطأ العراقي الرئيسي كان في الاعتقاد بأن استهـ.ـداف المفـ.ـاعل النـ.ـووي سيكون من إيران التي تخوض بغداد معها حـ.ـربا وليس من أي جهة أخرى.

اعتـ.ـرافات إيلان رامون

المصدر: روسيا اليوم  والجزيرة ووكالات

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى