ولدت بمتلازمة داون.. لكنها اليوم تمثل بلدها في المحافل الدولية.. السيدة المصرية الخـ.ـارقة “شاهد”
5 سبتمبر، 2021
1 303 دقائق
ولدت بمتلازمة داون.. لكنها اليوم تمثل بلدها في المحافل الدولية.. السيدة المصرية الخـ.ـارقة “شاهد”
أخبار اليوم
فريق التحرير
طيلة شهور الحمل الـ 9 يخطط الأبوان للمولود القادم، يجهزان الثياب ويخططان لمستقبل مشرق للوليد القادم من السماء.
تتوقع الأم أن وليدها الجديد سيكون جميلاً بمواصفات قياسية، بينما يحلم الأب بابنه أو ابنته القوي/ة، الخالية من الأمراض والتشوهات، ربما يفكرالأب بالموضوع لدقائق معدود في اليوم وينشغل بقية وقته بالعمل وتدبير الأمور المادية للمنزل.
تشكل ولادة طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة صد.مة للأبوين خاصة إن كان هذا الطفل هو المولود البكر، وكثير من الأباء تنتابهم حالة رفـ.ـض لهذا الكائن الصغير الذي يكون في أشد لحظات ضعفه واحتياجه لوالدية المصـ.ـدومين.
وتنشأ ردة فعل عكسية لدى بعض الآباء عند معرفتهن بحالة الوليد الصحيّة، لتكون دافـ.ـع قـ.ـوي لهم لاستنهاض كل عنـ.ـاصر القـ.ـوة الكامنة لدى هذا الطفل الذي يعـ.ـاني من حالة طبيّة خاصة.
ويقول علماء النفس إنّ تقبل الوالدين والأسرة للطفل ذوي الحالة الخاصة هو نقطة البداية لتجـ.ـاوز كل العـ.ـقبات الخارجة، فالأسرة هي التي تبني حـ.ـاجز التقدم وهي التي تكـ.ـسره حال وجوده.
في مصر ولدت طفلة مصـ.ـابة بمتلازمة داون، وفور ولادتها أخبر الطبيب المختص الأم بحالة ابنتها، فأبدت الأم تقبلاً كبيراً للطفلة الصغيرة التي احتاجت من أمها كل الحب والتقبل والدفع لاستنهاض كل القدرات لديها.
تجاهل الوالدان إعـ.ـاقة ابنتهما وبدءا بمعاملتها كطفل كامل لا ينقـ.ـصه شيء، فاعتمدت على نفسها كباقي الأطفال، وكانت الأم تلاحظ مواطن الضعف لدى ابنتها فتعمل على بنائها بشكل عفوي تدريجي حتى لا تشعر الطفلة بالحـ.ـرج أو النقص.
وتدرجت “رحمة خالد” في سنوات عمرها ودخلت المدرسة وهنا كانت الصد.مة عندما طلب المعلمون من الأم وضع ابنتها في صف خاص لذوي الاحتياجات الخاصة وكانت الأم ترى بابنتها طفلة طبيعية تستطيع مجارات أقرانها.
وبعد رفـ.ـض كل مدارس الاسكندرية تسجيل التلميذة الجديدة، رضـ.ـخت الأم للواقع ووضعت ابنتها في صف “ذوي الاحتياجات الخاصة” ليكتشف المعلمون بأن “رحمة” تلميذة ستتمكن من مجارات رفاقها في الصفوف العادية، وبالفعل درست مع زملائها، ووصلت للمرحلة الإعدادية.
انتسبت “رحمة ” في المرحلة الإعدادية لنادي كرة السلة ونادي السباحة ونالت ميداليات ذهبية خارج مصر، لتمثل بلدها في بعض الأولومبيات الإقليمية والدولية.
رحمة خالد حسين سباحة وبطلة بارالمبية مصرية، درست بمدرسة الألسن للسياحة والفنادق، قسم خدمات سياحية.
ولدت رحمة مصـ.ـابة بمتلازمة داون، إلا أنها تجـ.ـاوزت هذه المحـ.نة مع والدتها أخصائية التخاطب أمل عطيفة.
فبدأت رحمة تدريبات تنمية المهارت والإدرك وجلسات التخاطب وتنمية المهارات الحركية لمدة ثلاث سنوات، إلى أن تم إدخالها مع الأسوياء في مدرسة عادية، مع بعض التركيز والاهتمام من إدارة المدرسة والمدرسين.
أتجهت بعد ذلك إلى النادي في سن الثامنة من عمرها، وكانت أول بطولة لها عام 2009، حين تأهلت لتمثيل مصر في بطولة الألعاب الأقليمية التاسعة، التي أُقيمت في سوريا، وحصلت على أربع ميداليات: 2 ذهب 1 فضة و1 برونزية.
وفي عامي 2010 و2011، حصلت علي المركز الأول في بطولة السباحة للأولمبياد، وبطولة الجمهورية عام 2010.
تعمل رحمة اليوم كمقدمة تلفزيوينة في إحدى المحطات التلفزيونية المصرية، وتختص في تقديم برامج توعوية حول التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما أنها تبث وعبر حسابها الخاص في الفيس بوك “رحمة خالد” فيديوهات عن نشاطاتها اليومية والتعامل السليم مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
الشاشة ومتلازمة داون
تخرجت رحمة من كلية السياحة والفنادق وكان حلمها أن تصبح مذيعة، وقبل ظهورها علي الشاشة لأول مرة أجرت “بروفات” لمدة ٤٥ دقيقة، تضمنت التعامل مع الكاميرات داخل الأستوديو.
ظهرت رحمة بعدها أمام الكاميرات لتقديم فقرة البرنامج بثقة واحترافية، وأعربت عن سعادتها.
أعلن المنتج السينمائي هشام سليمان، رئيس شبكة قنوات dmc، عن التعاقد مع بطلة العالم من ذوى القدرات الخاصة رحمة خالد إلى مقدمي برنامج “8 الصبح، مضيفًا أن القناة كانت حريصة علي تحقيق حلم رحمة وتم تدريبها علي أكمل وجه.
وأعرب رامي رضوان مذيع «برنامج 8 الصبح» عن سعادته البالغة، من خلال كلمات نشرها علي صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك « رحمة خالد فتاة مثابرة ومجتهدة و مليانة بالحب والود والطاقة الإيجابية»
كما عملت رحمة في عرض الأزياء وتقديم المهرجانات والمناسبات التي تتحدث عن مساندة ذوي الاحتياجات الخاصة والنساء، ولاقت ثناء كبيراً من الأمم المتحدة.
نجاحات وطموح كبير
بعد تخرجها في معهد الفندقة والسياحة، عملت رحمة كمذيعة تلفزيونية مصرية فقدمت أول برنامج لها كمذيعة على قناة «دي إم سي» في برنامج صباحي، فضلاً عن مشاركتها في العديد من النشاطات والمساهمات الإيجابية، كالتصوير وتربية الحيوانات، والمشاركة في تقديم الحفلات والمؤتمرات.
وحضورها الدائم في أنشطة التوعية التي تقام في المدارس لدمج أصحاب ذوي الإعاقة.
كما أن حبها للتمثيل قد يكون وراء خطة رحمة المستقبلية للدخول في هذا المجال.
ويذكر أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، أشادت كثيراً بالإنجازات التي حققتها رحمة خالد.
أخبار اليوم+وكالات